قصص الأنبياء
#قصص_الأنبياء
موسى عليه السلام"٨"
بقرة بني إسرائيل
عرفنا المرة إللي فاتت إن بني إسرائيل دخلوا في التيه، وفي التيه ده حصلت أحداث كثيرة..كان منها قصة قارون إللي قلناها المرة إللي فاتت،
والنهاردة هنتكلم عن قصة البقرة😁
كان في بني إسرائيل رجل غني مكنش عنده أبناء، لكن كان له قريب، لو الرجل الغني ده مات كان القريب ده هيورثه، فمقدرش يصبر لحد ما الراجل يموت لوحده، فراح قاتله ورماه على الطريق،
الناس صحيوا الصبح لقوا واحد مقتول على الطريق😳
وجه قريبه القاتل ده وقعد يصوّت ويندب عليه قال يعني كإنه اتفاجيء،
وعلى رأي المثل: يقتل القتيل ويمشي في جنازته 🤓
فبدأ الناس كل واحد فيهم ينفي التهمة عن نفسه ويرمي بيها غيره وحصل نزاع في الأمر..
"وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ"
فالقاتل قال لموسى عليه السلام: مفيش حد هيقول لنا مين إللي قتله غيرك يا نبي الله😭
☆يعني مش بس قتل، ومش بس بيقتل القتيل ويمشي في جنازته ويمثل على الناس البراءة،
لأ، ده كمان بكل بجاحة رايح لموسى عليه السلام إللي بيجيله الوحي من ربنا عالم الغيب والشهادة يسأله مين إللي قتل قريبه😶
يعني بيحاول يُسبُك الحكاية أكتر على طريقة قال يعني هو بريء لدرجة إنه مصمم ياخد بكل الأسباب لكشف القاتل،
وده معناه إنهم فعلا عارفين إن موسى عليه السلام نبي لكنهم مستهزئين بيه وقلوبهم فيها شك في الإيمان دايما ومليانة ريبة ومرض😐
فبنو إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: صح! مش انت نبي؟! ادعي ربك واسأله مين قتل قتيلنا🤔
فدعا موسى عليه السلام ربنا عز وجل يكشف القاتل، فربنا أوحى له إنه يؤمر بني إسرائيل إنهم يذبحوا بقرة، فاستهزأوا بيه وبطلبه..
"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا"
يعني بيقولوا له بقى إحنا بنقولك مين قتل القتيل؟ تقوم إنت تقول لنا اذبحوا بقرة🤨
انت بتهزر 😐
فموسى عليه السلام قال لهم:
"قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"
يعني هو انتم جربتم عليّ قبل كده كذب على الله عزو وجل أو استهزاء بيكم أو بأي حد من الناس؟
أنا بقالي كم سنة عايش معاكم.. هل حصل مني أي حاجة من دي قبل كده😑
فقعدوا يجادلوه ويصعّبوا الموضوع أكتر:
طيب ما تقول مين قتل قتيلنا ؟
فموسى عليه السلام مزودش معاهم في الكلام أكتر من إنه كرر عليهم الأمر الإلهي "اذبحوا بقرة"..
☆طيب هنا سؤال: اشمعنى بقرة🤔... ليه مش خروف ولا شاة ولا أي حيوان تاني🤨
السبب في كده لأنهم عبدوا العجل.. فربنا طول الوقت بيربيهم على ترك عبادة العجل وبيعلمهم إنهم ينزعوا تقديسه تماما من قلوبهم،
قلوبهم كان متشربة حب عبادة العجل بدرجة كبيرة جدا،
فلما مرة يحرقوا الإله المزعوم إللي عبدوه وقدسوه قبل كده وكان على شكل عجل ونثروا الرماد بتاعه في الهواء،
وبعدين مرة تانية يذبحوا بقرة إللي هي برده من نفس الفصيلة فالمفروض إنه يقع في قلوبهم:
إزاي إله ويُذبح ويهلك🤨
ويقتنعوا بقى إن صفات الإله مختلفة عن إللي بيعبدوه ده👌
المفروض يعني، لكن هنقول إيه🤦♂️
المهم.. كملوا جدال وعناد مع موسى وأسئلة فارغة :
"قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ"
اسأل ربك البقرة دي عاملة إزاي🤔
" قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ"
يعني ابحثوا عن بقرة متوسطة لا هي كبيرة ولا هي صغيرة، وانجزوا واعملوا إللي ربنا أمركم بيه بسرعة من غير تأجيل👌
☆وهنا فيه قاعدة مهمة😊
وهي إن لما الأمر يجيلنا من ربنا، يجب التنفيذ فورا👌
يعني مش لسه هشوف ظروفي تسمح ولاّ لأ!
ولّا هينفع وسهل معايا ولّا لأ، ولّا هيكون معايا حد ولّا هبقى لوحدي،
الموسيقى حرام يبقى أوقف فورا، الصلاة فرض ربنا أمر بيها؛ يبقى أصلّي حالا،
الحجاب ميكونش زينة ويكون ساتر للزينة؛ يبقى أقول سمعا وطاعة فورا يارب،
أنفذ أوامر ربنا فورا، مش أقول لما ربنا يهديني وأقعد أسوّف في الطاعة وأقول "سوف.. سوف.. سوف..." 😒
دول بقى جدال وتضييع وقت مع إن الطلب واضح وربنا سهّل عليهم من البداية بدون شروط!
فقالوا له تاني : طيب اسأله كده لونها إيه😅
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا"!
فقال لهم:
لونها أصفر.. بس مش أصفر عادي سهل تلاقوه،
لأ أصفر فاقع، ويكون شكله حلو مش أصفر يوجع العين ويبقى شكله وحش😒
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ"
بقت العملية أصعب! شدّدوا على أنفسهم فشُدِّدَ عليهم!
طيب هل سمعوا الكلام بقى وفهموا واعتبروا؟
إطلاقا🤦♂️
قالوا لموسى خلّي ربك يا موسى يوضح لنا صفاتها أكثر لإن البقر إللي بالصفات دي كتير برده ومش هنقدر نميز البقرة المطلوبة من بينهم😯
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ"
فقال لهم: دي بقرة مُدللة.. متدلعة يعني... لا بتروح حقل تحرث، ولا حتى بتسقي الزرع، ومش بس كده لأ ميكونش فيها أي عيب،
إللي هو شوفوا بقى هتلاقوها إزاي دي😒
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا "
☆وطبعا كل ده نتيجة التشدد زي ما قلنا 😑
ربنا كان ميسرها عليهم لكن همّ قعدوا يشددوا على نفسهم،
عارفين زي إيه🤔
زي الشخص إللي بيسأل سؤال والشيخ يقول له:
"افعل ولا حرج" زي ما قال النبي ﷺ في الحج والعمرة مثلا،
فيقوم يلِح على الشيخ:
طب أنا حطيت مرهم دوا له ريحة نفّاذة بس مهياش الريحة الحلوة بتاعة العطور، هل كده ده عِطر وبلاش أحط الدوا؟ طب أنا الخروف إللي جبته للأُضحية عنده خربوش قُطة صغير في طرف القرون بتاعته مش باين إلا بالعدسة المكبرة، هل ينفع أضحي بيه؟
طب أنا ينفع أتيمم بسبب الجرح المفتوح ده بس أنا هتوضى بالمية بردو ومش مهم تحذير الدكتور! .. وهكذا..
وكان في موقف زي كده حصل في زمن رسول الله ﷺ ، ناس قعدت تسأله عن حاجات هو سكت عنها في الشرع عشان التخفيف على المسلمين،
ولو جاوب عنها هتبقى فرض يُعاقَب تاركه!
زي ما واحد سأله عن الحج، هل لازم نحج كل عام، فقال لهم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم،
فحذرهم من ده ونزلت الآية:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ۩ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ"
بنو إسرائيل بعد ما سمعوا الوصف الأخير قالوا بااااس انت كده جبت الوصف المطلوب زي ما احنا عاوزين😅
"قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"
☆سوء أدب متواصل مع موسى عليه السلام ومع طريقة استقبالهم لأوامر ربنا🤦♂️
واخدين بالكم من الفرق بين موسى عليه السلام وبينهم؟
لما ربنا أمر موسى عليه السلام إنه يُلقي عصاه العزيزة عليه وإللي ملوش غنى عنها، عمل إيه؟
نفّذ وأطاع فورا👌
مع إن الطلب يُعتبر ضد المنطق العقلي البشري القاصر،
يعني لسان حالنا بيقول إيه إللي يخليني أرمي عصايتي إللي بحبها كده من غير استفهام بسيط عن السبب حتى🤔
ضد المنطق النفسي والعقلي بالنسبة لأي حد زي ما ذبح البقرة هنا بالنسبة لبني إسرائل كان شيء ضد المنطق في إللي طلبوه من موسى..
ومع ذلك بني إسرائيل لما جالهم الأمر حكّموا العقل والمنطق فكانت النتيجة إنهم اعترضوا على أمر الله واتهموا نبي مُرسل بالاستهزاء بيهم وكإنه جاي يهزر مش جاي برسالة عظيمة وهي الحق من رب العاملين 🙄
ولو إنهم سمعوا الكلام على طول بدون نقاش كان الموضوع خلص على طول و انتهى،
وخصوصا مادام وضَح لهم إن رسالة موسى عليه السلام هي الحق من رب العالمين😑
فبدأوا يصعّبوا الأمور على نفسهم، ويسألوا في الأمور الواضحة، فربنا ضيّق عليهم ...
وكانوا كل ما يسألوا أكثر ربنا يضيق عليهم أكثر، وده يعلمنا إن السؤال فيما لا يفيد مفهوش أي خير، بل ممكن يسوؤنا في النهاية زي ما قلنا.
المهم بقى قعدوا يدوّروا على بقرة بالمواصفات دي مش لاقيين نهائي،
لحد ما لقوها عند امرأة عجوز عندها يتامى، فلما عرفت إن بني إسرائيل محتاجين البقرة بشدة، مرضيتش تبيعها إلا بوزنها ذهب👌
فرجعوا لموسى عليه السلام وقالوا له الخبر، فقال لهم فضلتوا تشددوا على نفسكم وربنا كان مخفف عنكم،
خلاص، قُضيَ الأمر، ادوها إللي تطلبه😤
ففعلا اشتروا البقرة بوزنها ذهب وذبحوا البقرة أخيرا، وأخدوا جزء من البقرة وضربوا بيه القتيل،
فقام القتيل من موته وقال عن اسم الشخض إللي قتله..إللي هو قريبه، وبنو إسرائيل مندهشين إزاي الرجل طلع لئيم ومخادع بالشكل ده😳
ومذهولين من معجزة إحياء الموتى إللي شافوها قدام عنيهم وحصلت بمجرد ضرب القتيل بجزء من حيوان مذبوح😮 آيات ورا آيات لبني إسرائيل تدل على صدق ما جاء به موسى وضرورة طاعته.. لكم مين يفهم😐
وفي النهاية، أخدوا القاتل وقتلوه قَصاصا للقتيل.
☆طيب هو ليه ربنا بيحكي لنا القصة دي🤔
قصة البقرة في الجزء الأول من سورة البقرة، والجزء ده بيحكي عن بني إسرائيل ومشاكلهم مع موسى عليه السلام لما كانوا لسه دولة ناشئة بعد ما خرجوا من مصر..
وسورة البقرة من أوائل السور المدنية، يعني نزلت في بداية نشأة الدولة الإسلامية في المدينة وفيها عشرات من التشريعات للمسلمين هتلاقوها من بداية الجزء التاني.. تشريعات في الصلاة ،تشريعات في الحج، تشريعات في الجهاد، تشريعات في الزواج،
تشريعات في الصيام.. فربنا بيقول للمسلمين ماتعملوش زي بني إسرائيل وتقعدوا تسألوا وتعاندوا وتتباطؤوا في الطاعة..
مادام انتم خلاص تيقنتم إن ده رسول من عند الله يبقى لما يجيلكم الأمر منه تنفذوه بدون تردد أو شك أو عناد أو جدال،
قال لكم صوموا ثلاثين يوم تصوموا ...
قال لكم تصلوا خمس صلوات في اليوم والليلة تصلوا....
قال لك متبصش على النساء ، متبصش..
قال لكِ تلبسي حجاب سابغ ساتر غير ملفت وغير متعطر ومفيهوش زينة ، تلبسي..
تخيلوا لو المسلمين أخذوا كل تشريع بطريقة بني إسرائيل في الأسئلة؟ يبقى مفيش دولة هتقوم😶
هنفضل متكعبلين في الجدالات والتباطؤ والتشدد.. ومش هنفوق للمهام العظيمة إللي محتاجة كل وقتنا وجهدنا وطاقتنا وتفكيرنا،
ده غير إن الجدال والتباطؤ في تنفيذ أوامر الله بيبقى علامة لمرض القلوب والشك في الإيمان،
وده بيبقى من أكبر أسباب تخلف الأمم المسلمة وتأخر وقوفها على رجليها👌
وطبعا كلنا عارفين إن في الوقت الحاضر للأسف ده حاصل، نيجي نقول لحد حكم شرعي صحيح وثابت، يقول إزاي يعني !
ماهو بالعقل كده المفروض نعمل كذا كذا بدل كذا... مجرد إن عقلهم مش مستوعب الحكمة من الحكم الشرعي الفلاني ، يقوموا يرُدوا حكم ربنا ويتركوا تنفيذه،
لأ وكمان يقولوا لك : ربنا عرفوه بالعقل! ولا يمكن يرضيه إننا نعمل كذا إللي انت بتقول عليه إنه حكم شرعي ثابت بالقرآن والسنة ده😤
انت أكيد فاهم النص غلط.. لازم نعيد فهم النصوص حسب المعطيات العصرية المناسبة لزماننا إلى آخر الحجج والأباطيل إللي من خلالها بيتم هدر نصوص الشريعة حتة حتة،
مش مثلا يتهموا العقول القاصرة وعلمها محدود وإنها مش فاهمة ويحاولوا يفهموا ويقولوا رب زدني علما🙄
لأ .. طالما الكلام مش داخل الدماغ يبقى خلاص نرده ونقعد نجادل ونسأل ونتتبع زلات العلماء وناخد إللي على هوانا😑
المهم،
في يوم من الأيام كان موسى مجتمع مع بني إسرائيل بيكلمهم عن ربنا ويوعظهم،
لحد ما الناس قلوبها اتأثرت وعيطوا من شدة التأثر بكلامه عليه السلام،
زي ما بنسمع محاضرة ونتأثر بكلام الشيخ وساعات من شدة التأثر كده عينينا تدمع😅
فده كان الحال مع بني إسرائيل في اليوم ده،
فواحد من بني إسرائيل سأل موسى عليه السلام :
هل في أحد في الأرض من هو أعلم منك🤔
فموسى عليه السلام على حسب علمه رد وقال: لأ مفيش.. فربنا عتب عليه إنه لم يُرجِع العلم لله في السؤال الغيبي ده إللي ميعرفش إجابته غير ربنا ويقول الله أعلم،
وقال له الله عز وجل إن فعلا في عبد صالح مؤمن هو أعلم منك👌
فموسى عليه السلام مع إنه نبي مرسل ومن أُولي العزم من الرسل ، إلا إنه قال لربنا إنه عايز يروح يقابل العبد ده وإللي عنده علم مش عنده عليه السلام؛ عشان يتعمل منه ويزداد حكمة وبصيرة.
فربنا استجاب طلبه، وقال له إن في مكان اسمه "مجمع البحرين" هتلاقي العبد الصالح ده موجود هناك عنده..
ولإن موسى عليه السلام ميعرفش المكان ده، فربنا أمره ياخد معاه سمكة ميتة مملحة عشان متعفنش وأمره إنه ويحطها في جراب《زي شنطة كده》،
ولما يوصل للمكان المحدد هيلاقي السمكة دي رجعت فيها الروح تاني ونزلت المية، وساعتها لما يشوف العلامة دي يبقى هو ده مكان اللقاء.
أخذ موسى عليه السلام في الرحلة دي غلام من غلمانه اسمه يوشع بن نون، وفهّمه السبب في الرحلة دي:
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا"
يعني همشي لحد ما ألاقي مجمع البحرين يا إما هفضل ماشي زمن طويل لحد ما ألاقي العبد الصالح،
وخرجوا في الرحلة دي، فضلوا ماشيين لحد ما وصلوا عند مجمع البحرين، وهو في وقتنا الحاضر نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء👌
لما وصلوا، موسى عليه السلام نام، في حين إن يوشع بن نون كان صاحي،
فشاف الجراب بيتحرك ولقى السمكة طلعت منه ونزلت في المية وفضلت واقفة ما بتتحركش!
"فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا"
سمكة ميتة مملحة فجأة تنط من الجِراب وتتحرك وتسبح في المية كده😮
يوشع كان ناوي يحكي لموسى أول ما يصحى، لكن لما صحي موسى عليه السلام، نسي يوشع إنه يقول له إللي حصل، ومشيوا هم الإتنين وكملوا الطريق،
"فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا"
يعني فجأة موسى عليه السلام وهو ماشي مع فتاه، حس بالتعب والجوع، وهو مكانش حاسس بتعب طول الطريق إللي قبل النوم لكن حس بتعب فجأة،
فقال لغلامه يوشع هات الغدا بتاعنا احنا تعبنا في السفر الأخير ده ومحتاجين نتقوّى على باقي الطريق،
هنا افتكر يوشع إللي حصل مع السمكة وحكى لموسى عليه السلام،
"قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا"
يعني أنا افتكرت دلوقتي،
انت لما نمت عند الصخرة حصل كذا كذا، والشيطان نساني أقولك إزاي السمكة دي فعلا صحيت رغم موتها ونطت في البحر بشكل عجيب!
فقال له موسى عليه السلام:
"قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا"
يعني هو ده المكان إللي احنا عايزينه إللي ربنا عز وجل قال لي إن دي علامته، ورجعوا تاني من نفس الطريق متتبعين آثار رجلهم لنفس النقطة👌
☆هنا نستفيد نقطة مهمة أوي، وهي إن طول ما الإنسان بيعمل حاجة لله صح وبصدق ربنا بيهوّن عليه الصعوبات إللي ممكن يواجهها،
موسى عليه السلام خرج عشان يطلب العلم، فمكنش حاسس بتعب لإن ربنا مخفف عنه لإنه عنده هم أكبر من مجرد الأكل والشرب،
وهو هم طلب العلم وطلب الحكمة والبصيرة أينما كانت،
والعلم بيزود الإيمان واليقين،
فكل ما كان هم الإنسان عالي وصادق فيه كانت معية ربنا له أكبر وتيسيره لأموره أعظم،
لكن لما مشي في الطريق الخطأ وبِعِد عن المطلوب منه تِعِب،
يعني كإن ربنا بيديله له علامة عشان ينتبه👌
◇مش بتحصل معانا ساعات؟
بنبقى ماشيين في طريق الإلتزام وطلب العلم وفجأة نلاقي الدنيا وقفت😶
ممكن يكون من الأسباب إن احنا ماشين في الطريق الغلط، ويكون ده من لطف ربنا👌
يعني مثلا تكون مش عارف تقرأ قرآن وبتغلط في نطق حروفه جدا ومبتعرفش تتوضى صح ولا بتستنجى من النجاسات صح،
وتقوم رايح شادد حيلك في تعلم مصطلح الحديث وأصول الفقه وتاريخ البلاغة العربية🙃
هو جميل وعلم نافع جدا وتأسيسي وكل حاجة، لكن انت كده أكيد ماشي غلط من حيث الأولويات والمطلوبات العاجلة الأول،
لإن الأَولى إنك تتعلم قراءة القرآن الأول نطقا وفهما وفقه العبادات وعلى رأسها الصلاة، عشان هو ده إللي هيصلّح لك صلاتك إللي هتتسأل عنها بين يدي الله عز وجل ولو فرطت في تمام أداءها هتبقى كارثة لأنها أول حاجة العبد بيتسأل عنها يوم القيامة 👌
فلما تلاقي الدنيا اتسدت في وشك ، فكر كده:
هل أنا ماشي صح طيب؟ هل ده الطريق إللي هيوصلني لنهاية الطريق إللي أنا عايزه ومخططله؟
ولا أنا عديت المكان الصحيح ومحتاج أعيد حساباتي وألِف وأرجع ، زي ما حصل مع موسى عليه السلام💁♂️
موسى عليه السلام لف ورجع للمكان إللي كانوا فيه لقوا واحد قاعد في الأرض، لما قام الرجل ده الأرض اهتزت، وتحوّل المكان إللي كان واقف فيه لأرض خضراء😮
فكان ده العبد الصالح إللي ربنا قال لموسى عليه،
"فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا"
العبد ده كان اسمه: الخِضْر.. موسى عليه السلام سلم عليه.. فالخضر استغرب من السلام لأن مفيش حد في المنطقة دي بيقول السلام.
فسأله: انت مين؟ :قال له موسى، فالخضر قال له : موسى بني إسرائيل😯
فموسى عليه السلام قال له : نعم، فالخضر استغرب، موسى بني إسرائيل عايز مني إيه😅
فموسى عليه السلام قال له:
أنا عرفت من ربي إن عندك علم مش عندي، فأنا عايز أتعلم العلم إللي عندك ده، لكن أنا عايز العلم إللي ينفعني ويكون من أسباب الحكمة والرشد 👌
"قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا "
فالخضر قال له إن ربنا أعطاك علم مش عندي وأعطاني علم مش عندك، والعلم إللي عندي انت مش هتصبر عليه ولا هتقدر تستحمله،
"قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ۩ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا"
فموسى عليه السلام قال له: إن شاء الله هكون صابر وهسمع كلامك،
"قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا"
فلما الخضر شاف إصرار موسى عليه السلام وافق إنه يتّبعه لكن بشرط👌
قال له: لو هتتبعني متسألنيش عن أي حاجة نهائي إلا لو أنا إللي قلتلك شرحها وتفسيرها 😤
"قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا"
فموسى عليه السلام وافق، وبدأت رحلة موسى عليه السلام والخضر.
كان الخضر عايز يعدي الناحية التانية من البحر، فكان فيه سفينة لمساكين بيشتغلوا عليها فلما شافوا الخضر وكانوا عارفينه، مرضيوش ياخدوا منه أي أجرة، وركّبوه هو وموسى عليه السلام في السفينة ببلاش.
¤ملحوظة:
المسكين هو إللي يملك شيء ولكن لسه محتاج تاني، عنده أموال مثلا لكن مش مكفياه،
أما الفقير فهو إللي معندهوش أي شيء إطلاقا.
لما ركبوا السفينة نزل الخِضر أسفل السفينة وأخد فأس وخرق لوح من السفينة!، وموسى عليه السلام شايف ومذهول ومستنكر!
"فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا"
فقال له: انت خرقت السفينة عشان تغرق الناس😲
يعني هو ده جزاؤهم عشان ركبونا معاهم بدون أجرة ...هو ده رد الجميل😳
"قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا"
☆ده موسى يا جماعة😅...ميقدرش يشوف الغلط ولا الظلم ويسكت😅
فغلبته عادته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفضه للسكوت عن الظلم، وانتم أكيد فاكرين لما قتل المصري عشان ظن إنه ظالم للرجل إللي كان من بني إسرائيل،
وفاكرين لما سقى للمرأتين وهو ميعرفهمش...فإزاي طبعا هيسكت على رجل يعتبر في وجهة نظر موسى إنه عايز يغرق الناس ومش أي ناس كمان دول الناس إللي ساعدوهم🙊
فالخِضر بص له وقال له:
مش قلت لك إنك مش هتقدر تستحمل الصبر على عدم تفسير الحكمة😊
"قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا "
فتذكر موسى عليه السلام الشرط إللي كان بينهم وقال له : معلش المرة دي نسيت، متآخذنيش.. فسامحه الخِضر..
"قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا"
نزلوا من السفينة وكملوا الطريق.. ومشيوا لحد ما وهمّ ماشيين شافوا أطفال بيلعبوا... ، فراح الخِضر واخد منهم وراح قتله، يُقال إنه ضرب راسه بالجدار فقتله، ويقال إنه ضرب راسه بحجر😑
موسى عليه السلام اتصدم😳...قال له:
انت قتلت نفس بريئة بدون أي ذنب ولا حتى قصاص ؟!ده انت عملت منكر عظيم جدا 😲
"فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا"
فهنا الخضر أكد عليه تاني وقال له: مش أنا قلتلك إنك مش هتقدر تصبر 👌
"قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا"؟
موسى عليه السلام هيقول إيه المرة دي😅
مش هيقدر يقول له عدِّيها دي كمان، حياؤه عالي ومروءته وأخلاقه أعظم من حبه الشديد لطلب العلم،
وفعلا الأخلاق أهم في الأولوية من العلم،
فموسى قال له عشان ينصفه من نفسه:
لو سألتك عن حاجة تانية خلاص متصاحبنيش وكل واحد هيروح لطريقه..
"قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا"
هل ياترى موسى عليه السلام التزم بوعده للخضر؟
ولاّ مقدرش يستحمل وخلَف الشرط مرة ثالثة؟
تعليقات
إرسال تعليق
اذا اعجبك الموضوع او لديك اى سؤال برجاء تركه فى التعليقات وسيتم الرد عليك ..