قصص الأنبياء

 

#قصص_الأنبياء

يوسف عليه السلام"٣"

دخول السجن


قبل ما نكمل باقي القصة، فيه نقطة مهمة لازم نعرفها في تفسير آية:

"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ "

لأن في ناس ومنهم أهل الكتاب اتّهمت يوسف عليه السلام وقالوا كان هيعمل الفاحشة مع امرأة العزيز وكلام كتير كده😑

معنى الآية إن امرأة العزيز أرادت فعل الفاحشة لما ربنا قال: "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ"

ولكن يوسف عليه السلام مجاش في باله حتى إنه يطاوع امرأة العزيز، يعني حتى نفسه ما اشتهتش الفاحشة كطبيعة بشرية،

يعني هو كرجل أعزب وهي كامرأة ذات منصب وجمال وتدعوه لفعل الفاحشة، 

فكأي نفس بشرية على الأقل يفكر ولو للحظة في الموضوع 

ومع ذلك يوسف عليه السلام مجاش في باله أصلا إنه يستحيب لفعل الفاحشة، بسبب برهان ربه👌

والبرهان ده حاجة ربنا خلّاه يشوفها، ومفيش فيها نص واضح هي عبارة عن إيه،

وورد فيها كلام كتير من أهل الكتاب،

وفي مفسرين قالوا إن البرهان ده هو الإيمان إللي ربنا ألقاه في قلب يوسف عليه السلام وكان سبب في عصمته من الوقوع في الفاحشة، والله أعلم..

وقالوا إن ربنا أوحى ليوسف عليه السلام إنه يهرب، لإن مفيش قصاده حل تاني 👌

ففي الآية ربنا بيقول:

"وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ"

فلولا برهان ربه -إللي هو الإيمان- موجود في قلبه،

أو الوحي إللي جاله ،

كان زمانه على الأقل نفسه الأمارة بالسوء هتدعوه لفعل الفاحشة وهو يقاومها مثلا ويجاهدها حتى لا تَغلبه مثلا، 

لكن يوسف عليه السلام مجاش أصلا على باله ولو ثانية حتى إنه يفعل الفاحشة👌

زي مثلا لما تقول: كان زماني متلج من البرد لولا إني لبست هدوم تقيلة، 

فانت مش متلج ولا حاجة؛ لإنك لابس هدوم تقيلة بالفعل ولولاها إنت كنت تلّجت💁‍♂️


نرجع بقى لنسوة المدينة إللي سمعوا باللي عملته امرأة العزيز مع يوسف قالوا إيه😈

قالت النساء : إلحقوا 🤭

مرات العزيز تراوِد العبد بتاعها عن نفسه لفعل الفاحشة وهو مش راضي😏 

معقولة حبها ليه وصل للدرجة دي🤭

ده إيه الضلال إللي هي فيه ده😏

وبقت هي حديث النساء في المدينة بالمنظر ده،

"وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"


طب كان رد فعل امرأة العزيز إيه ؟ 

ربنا بيقول:

"فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ" مقلش فلما سمعت قولهن، 

مع إن ظاهر كلام النساء إنه كلام وأقوال عادية😕


لكن ركزوا معايا كده شوفوا كمية المكر إللي في السطرين دول😮

أول حاجة قالوا (امرأة العزيز) يعني : 

يا شيخة اتكسفي على دمك انتِ مكانتك مش زي مكانة أي حد😏

وكمان انتِ امرأة متزوجة...يعني لو واحدة مش متزوجة كنا إلتمسنالك العذر🙄

وكمان بتراود مين ؟ فتاها.. عبد يعني ..مش حر ... وإللي زيك تراود واحد من مستواها...ملك ...وزير.. واحد من الطبقة الراقية ..مش عبد😑!

وكمان هي إللي بتراوده عن نفسه مش هو!!...

يعني لو هو إللي بيراود وهي قَبِلت كان ممكن نعديها لكن هي إللي بتراود،

وقالوا تراود فعل مضارع يدل على الإستمرار يعني هي لسه مستمرة مش راودت وخلاص مرة وتابت،

يعني كإنهم بيعايروها وبيقولوا عنها:

"إيه المهانة إللي هي حطت نفسها فيها دي، للدرجة دي هي ضعيفة قدامه؟!😏

احنا مستحيل نوصل للضلال إللي هي فيه ده😤

وكمان من المكر إنهم قالوا الكلام ده من ورا ضهرها.. غيبة يعني😅

وطبعا هم عارفين إن الكلام هيوصل لإمرأة العزيز، 

وهم عايزين يشوفوا يوسف عليه السلام وهم كانوا سمعوا عنه بس، وده برده من مكرهن، 

يعني قالوا الكلام ده عشان امرأة العزيز تغضب وتخليهم يشوفوه عشان تدافع عن نفسها👌


☆متخيلين إن العلماء قعدوا يفسروا ويتدبروا عشان يطلعوا التفسير ده من خلال السطرين دول وامرأة العزيز مجرد ما سمعت كلامهم فهمت على طول مكرهم، والأعجب بقى إللي هي هتعمله فيهم😈


كان إيه رد فعل امرأة العزيز بقى💁‍♂️

امرأة العزيز بعتت لهم دعوة عشان ييجوا يزوروها 😊

وفعلا جاءوا وحضّرت مجلس يكونوا فيه قاعدين ومرتاحين وآخر انبساط، 

ظاهر الموضوع إنها بتكرمهم😏

"أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً.. وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا.." 

يعني كمان قدمت لهم أكل محتاج استعمال سكاكين و أعطت كل واحدة سكينة🔪 ... 

يعني ماحطتش شوية سكاكين وكل كام واحدة تستعمل سكينتها شوية وتديها للي جنبها بعدها، لأ...

كل واحدة ليها سكينة خاصة بيها، 

هي عاوزة تحقق غرض معين، وبالفعل حققته بعد تخطيط ومكر ودهاء..

فهي قابلت المكر القولي بمكر عملي👌

واستعملت عنصر المفاجأة، 

فأول ما لقيتهم قاعدين مرتاحين ومش مديين خوانة وولا على بالهم أي شيء، 

أمرت يوسف إنه يدخل عليهم ..

" وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ "!

طبعا النساء ضيوفها انتبهوا فجأة كلهم للشخص إللي داخل وفضلوا مدهوشين ومبرّقين عنيهم مش قادرين يلتفتوا عن يوسف بنظرهم إطلاقا كإنهم اتسحروا 😳 وبدأوا يقطعوا في إيديهم وهم مش حاسين بأيّ ألم من كتر الذهول إللي هم فيه من جمال يوسف عليه السلام😲

"فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ "


زي لما بتكون مركّز في حاجة في الموبايل مثلا وحد يكلمك وانت مش سامع بتبقى حاسّة السمع كإنها ملغية مؤقتا بسبب تركيز حاسة البصر في شيء قوي جدا وطاغي،

هم بقى كانوا مركزين مع يوسف عليه السلام لدرجة إنهم مش حاسين إنهم بيحركوا السكين بإيد وبيقطعوا بيها الإيد التانية بدل ما يقطعوا الأكل.. متخيلين جمال يوسف عليه السلام😶


◇والمؤمنين لما هيدخلوا الجنة هيكونوا في جمال يوسف عليه السلام وأجمل👌

والنساء المؤمنات الصالحات، هتكون أجمل من الحور العين بشكل يفوق الوصف.


فالنساء شافوا بنفسهم جماله، ومن شدة جماله قطعوا إيديهم، ومش بس كده،

قالوا كمان دة مش ممكن يكون ده بشر 😮

ده أكيد مَلَك 😳

"وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ "


☆طب سؤال: 

وهمّ شافوا الملائكة فين🤨

هو غالبا بيكون تعبير مجازي ...يعني انطبع في قلوب الناس إن أي شيء شكله جميل بيُشبه بالملائكة،

مش احنا ساعات بنشوف أطفال صغيرين ومن جمالهم ونقائهم بنقول:

ده شبه الملائكة اللهم بارك♡

وممكن يكون تعبير على سبيل الحقيقة مش مجازي، 

يعني ممكن من شدة جماله إللي عمرهم ما شافوا زيه في البشر، 

يكونوا قالوا كده ظنا منهم إن فعلا ممكن فيه احتمال إنه يكون ملك مش بشر،

أهه أي كائن جميل ما شافوهوش قبل كده، وهم ميعرفوش كائنات جميلة غير البشر، إلا الملايكة،

وعلى الناحية التانية، أي شيء قبيح بيُشبه بالشياطين

ربنا بيوصف لنا شجرة الزقزم وبيقول عنها: 

"طلْعُها كأنه رؤوس الشياطين"

وهو احنا شفنا الشياطين😅

 لأ...بس دلالة على إن شكلها كأقبح شيئ شافته عيوننا، وهيطلع يوم القيامة فعلا شبه الشياطين لما نشوفهم رأي العين 👌

حتى فيه قصة في الأدب العربي، عن أديب معروف اسمه الجاحظ وكان شكله قبيح جدا عافانا الله،

كان ماشي في السوق مرة فلقى بنت صغيرة بتشدّه ..فمشي معاها وراحت بيه لصائغ الذهب،

ووقفت قدامه وقالت له: "زي ده" 

وسابت المحل ومشيت، 

والجاحظ واقف مش فاهم حاجة والصائغ عمّال يضحك، فسأله الجاحظ: في إيه🤨

الصائغ قاله : إنت إيه إللي جابك؟ قاله: ماعرفش🤔!

فقاله الصائغ: البنت إللي مشيت دي قالت لي اعمل لي عقد

يكون في نُصه "رأس شيطان"،

فالصائغ قالها: أنا ماشفتش رأس شيطان قبل كده🤨

فراحت وجابتك وقالت لي "مثل هذا" 😄😄

وطبعا دي قصة بنثبت بيها إن الناس معتادة على تشبيه القبيح بالشيطان، وتشبيه الجميل بالملائكة،

وطبعا مننساش نقول إن المسلم ما ينفعش يوصف حد مسلم زيه بوصف قبيح ويضايقه ولا يسخر من خلقة ربنا، ومنوصفش حاجة كده إلا لو فيه ضرورة تستدعي ده أو حاجة معينة هتؤدي لمصلحة متحققة ومعتبرة شرعًا👌


◇طيب سؤال تاني منطقي:

بيقولوا حاش لله إزاي وهمّ مش مؤمنين أصلا🤔

والجواب:

لإن احنا قبل كده قلنا إنهم مشركين بالله، يعني مش بينكروا وجود الله، لكنهم بيشركوا معاه آلهة تانية في معتقدهم الفاسد، وعند عظائم الأمور إللي بيتعرضوا لها بيفتكروا ربنا بقوة أكتر من أي إله مزعوم عندهم غيره، 

والكلام ده موجود في القرآن ربنا اتكلم عنه في أكتر من آية، منها: 

  "فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ"

نرجع للنسوة ونشوف حصل معاهم إيه👌

لما النساء قالت عن يوسف عليه السلام إنه ملَك مش بشر لشدة جماله؛

هنا بقى امرأة العزيز طلّعت إللي جواها :

شوفتم ...أهه ده إللي قعدتم تلوموني فيه وتعايروني بيه وبضعفي قدامه...

إنتم شوفتوه مرة واحدة وقطعتم إيديكم ...أنا بقى أعمل إيه إللي عايشة معاه في بيت واحد سنين😤!!

"قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم"

وأنا إللي راودته عن نفسه وهو امتنع ولم يقبل أبدا 😡

وبدأت تتوعد يوسف عليه السلام وهو سامع، وتقول لهم:

ولو معملش إللي أنا بطلبه منه.. هسجنه وأعاقبه وأذله وأخليه يندم👌

" وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ "


☆المرة الأولى لما زوجها شافها، قالت عن عقاب يوسف "السجن وعذاب أليم"

والمرة دي مع نسوة المدينة قالت "السجن" بس، من غير عذاب ... طب ليه😁

لأن المرة الأولى لما رفضها يوسف عليه السلام جرح كبريائها وكرامتها واتسبب في فضحها عند زوجها

فعقلها كان مُغيّب بسبب إنها كانت غضبانة فكانت عايزة تنتقم، فقالت سجن وعذاب.. 

لكن المرة دي لأ ..هي واعية لهدفها، والأمل جواها اتجدد بشراسة أكتر لمّا لقت النسوة كمان مبهورين بجماله،

فإصرارها على مراودته عن نفسه بقى أشد وأقوى، فمش عايزاه يتأذى👌


هنا بقى يوسف عليه السلام أدرك أد إيه هو بقى في ورطة أكبر بالفعل...

الأول كانت امرأة العزيز بس ...دلوقتي النساء كلهم بيراودوه عن نفسه😥

فتنة عظيمة جدا...

شاب أعزب ونساء جميلات وعندهم منصب وهو مملوك وفيه ترغيب وفيه وعيد....شدة وابتلاء وورطة شديدة😶


مين إللي يقدر يطلعه من الورطة دي؟😐

ربنا👌

القوي المتين الذي يتولى الصالحين.. سبحانه عز وجل.


قال يوسف عليه السلام:

يا رب السجن أحسن وأحب ليّا من إني أتورط معاهم في طلبهم ده لإنه معصية ليك وأنا لا يمكن أخون عهدي معاك تباركت وتعاليت🤲

ولو انت يارب مابعدتهمش عني وعصمتني منهم وحميتني من الفتنة،

هضعف وهسمع كلامهم وأميل لتنفيذ طلبهم ولغوايتهم، لإني بشر لا حول لي ولا قوة إلا بك😔

"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ"


☆وهو ده حال المؤمن دايما، أي بلاء ينزل بيه لااازم يلجأ لربنا على طول

 لإن محدش هيقدر يخلصه من البلاء ده غير إللي قَدَّره عليه وأَذِن بوقوعه من الأول،

هم النساء دول عملوا حاجة بغير علم ربنا أو بدون ما ربنا يقدرها ويأذن بحدوثها في مُلكه؟ 

 أكيد لأ 👌

ربنا يعلم كل شيء حصل وهيحصل وبيحصل.. وهو إللي بيده ملكوت كل شيء والأقدار كلها،

يبقى مين القادر إنه يصرف البلاء ويحوّل القلوب غيره سبحانه وتعالى،؟

فالعباد آلة... زي ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

فنشوف مين إللي سلّطهم علينا أو أَذن بتسلطهم علينا،

ونطلب منه إنه يكفينا شرهم:

{ولو شاء ربك ما فعلوه}🤷‍♂️

فيوسف عليه السلام نبي صالح تقيّ نقيّ مُستجاب الدعوة

وفي ابتلاء شديد، 

وواقع عليه ظلم وقهر وترهيب في دينه وكاره للمعصية فعلا وراغب في رضا ربنا أكتر من أي شيء تاني،

وفي حكم المُضطر إللي انقطعت بيه الأسباب ومالوش إلا الدعاء...

فكل ده جمع له كل أسباب إجابة الدعاء، 

لإن ربنا بيستجيب دعوة المضطر والمظلوم، حتى لو كان إللي بيدعي ده كافر 👌

فربنا استجاب ليوسف عليه السلام مباشرة وحقق طلبه وعصمه من النساء وصرفهم عنه ونجّاه منهم.

"فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

والناس بدأت تتكلم عن امرأة العزيز والنسوة..

وهتبقى فضيحة لكبراء القوم، طب يعملوا إيه؟ يسَكِّتوا الناس دي كلها إزاي😶

هل يضَحّوا بزوجاتهم ويضحوا بسمعتهم؟ ولاّ يضحوا بيوسف العبد؟ 

هم عارفين إن يوسف عليه السلام بريء وثبتت براءته ...بس محتارين يخرجوا من الورطة دي إزاي من غير ما يتعرضوا همّ للإهانة أو الخسارة😕

فعملوا إيه 🤔

اختاروا يضحوا بيوسف عليه السلام ..

ودخلوه السجن😞 أهه نخفيه عن العيون حبة كده لحد ما الأمور تهدأ والناس تنسى..

 "ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ"

وهو داخل السجن دخل معاه شابين تانيين،

"وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ"

قصتهم إيه؟

قصتهم من الإسرائيليات إللي ينفع نحكيها، فهقولها لكم عشان تفهموا القصة ماشية إزاي👌

ملك مصر ساعتها يُقال إنه كان من الهكسوس، فكان في ناس بتكرهه، 

فطلبوا من ساقي الملك إنه يحط سم للملك في الشراب بتاعه إللي بيشربه وهيدوله فلوس ومنصب ويكافئوه.

فرفض..

فطلبوا من طباخ الملك إنه يحط السم في الأكل وهيكافئوه فوافق، فلما حطوا الأكل والشراب عند الملك ...

الساقي قال الأكل فيه سم، فراح الطباخ قال الشراب فيه سم، فالملك دلوقتي عرف إن في سم بس فين مش متأكد، فأمر إنهم يجيبوا له حيوانات وفصلهم،

قسم ياكل من الأكل وقسم يشرب الشراب، ويشوف النتيجة، 

ولحد ما النتيجة تطلع.. 

أمر إن الساقي والطباخ يدخلوا السجن، 

فلما كانوا داخلين السجن دخل معاهم يوسف عليه السلام👌

"وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ "

قعدوا كام يوم في السجن، فشافوا أخلاق يوسف عليه السلام وعبادته وصلاحه،

وبقدر ربنا كل واحد فيهم شاف رؤيا، وكل واحد جه يحكيها ليوسف عليه السلام.


☆تقدير ربنا عجيب فعلا سبحانه😮

في الوقت إللي كان مقدّر على يوسف عليه السلام ابتلاؤه، كان بيقدّر له الفرج من أوسع أبوابه من ناحية تانية وهو مايعرفش😊

وعلى فكرة ده بيحصل معانا برده،

بنقع في ابتلاء وربنا بيدبر لنا وبيهيأ لنا أسباب الفرج والعافية واحنا مانعرفش ولا حاسين بيها 

وصدق إللي قال عن ربنا عز وجل:

 "لُطفه يجري وعبدُه لا يدري" 

 وعشان كده ربنا حكى لنا قصص الأنبياء، لأنهم بشر زينا وبيحصل معانا إللي حصل معاهم،

 فكإن ربنا بيقول لنا: 

أهه مثال قصادكم، 

في نفس الوقت إللي كان يوسف متعرض فيه لابتلاء، كنت بدبر له الفرج من حيث لا يشعر، 

 فلما تكونوا في ابتلاء وكرب وضيق، ارضوا واصبروا على الطاعة وعن المعاصي وعلى الابتلاء، واعرفوا بيقين إن في فرج بيتمهد لكم وجاي في الطريق، فاصبروا، وربنا هيرضيكم في النهاية👌

المهم،

شاب من الشابين إللي هو الساقي قال ليوسف عليه السلام : أنا شفت إني بعصر خمر، يعني بيعصر العنب وبيحوله لخمر، 

والتاني إللي هو الطباخ قال :

وأنا شفت إن فيه طيور بتاكل عيش من على راسي،

فإيه تفسير الرؤيا دي؟ إحنا سألناك لأننا شفنا عليك علامات الصلاح.

"قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "


☆وهنا فايدة مهمة جدا👌

وهي إننا دعاة إلى الله بأفعالنا، وأخلاقنا...ممكن واحد يكرّه الناس في الدين بسبب أخلاقه السيئة...بسبب إنه قدوة سيئة، 

وفي نفس الوقت ممكن واحد تاني يحب الدين ويستجيب لأوامر ربنا بسبب إنه شاف قدوة حسنة قصاده وشخص أخلاقه عالية..

فإللي مش بيعرف يدعو لربنا بالكلام بكل بساطة يدعو لربنا بأخلاقه وسَمتُه الطيب وخفض الجناح ولين الجانب والتقوى في السر والعلن وحسن السير والسلوك والسمعة الطيبة، زي يوسف كده عليه السلام.


فيوسف عليه السلام استغل الفرصة وبدأ يدعوهم ،

فعرَّفهم بنفسه الأول وعرّفهم بالسبب إللي ورا كلامهم الطيب ده عنه وشعورهم بصلاحه وإنه من المحسنين،

فقال لهم مفيش أكل هيجيلكم إلا وهقولكم عليه قبل ما ييجي، 

هقولكم هييجي أكل كذا وكذا 

بيقول لهم الغيب يعني، من إللي ربنا أطلعه عليه طبعا،

" قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا"


طيب أنا كيوسف بعرف الكلام ده إزاي💁‍♂️

ربنا علمهولي، 

"ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ"

لإني آمنت بالله واتبعت دين آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، طيب إيه ديننا ده؟ دين التوحيد لله رب العالمين..

" وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ "

الدين إللي بيدعو لعبادة رب واحد فقط لا شريك له،

طب أنهو الأحسن في عقلكم؟ قولولي كده يا صاحبي السجن: أرباب متفرقة متنازعة متشاكسة، ولّا رب واحد بس يعلو ولا يُعلَى عليه؟

" يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ"

انتم بتعبدوا مجرد أسماء فقط انتم إللي سميتوها أنتم وأباؤكم وإديتوها حق مش بتاعها ولا هي طلبته أصلا لنفسها ولا قالت لكم اعبدوني، في حين إن ربنا أمر إنكم تعبدوه هو وماتعبدوش غيره ، 

" مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ 

وهو ده الدين الصحيح القويم إللي تنصلح بيه أمورنا في الدنيا والآخرة بإذن الله، 

ولكن غالبية الناس مش راضيين يفهموا ده.. عشان كده هم مشركين.. 

" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"


فيوسف عليه السلام بعد ما استغل الفرصة دعويا بشكل رائع،

بدأ بقى يفسّر لهم الرؤى بتاعتهم، 

فقال: 

واحد فيكم هيسقي الملك خمر، والتاني هيتصلب والطيور هتاكل من رأسه،

"يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ"

فحاولوا إنهم يغيروا كلامهم فقال لهم خلاص وقع حكم الله وانتهى الأمر👌

"قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ"

يوسف عليه السلام دخل السجن ظلم،

من وزير المالية إللي هو العزيز، بسبب زوجته وبعض نساء المدينة،

فحب إنه ياخد بالأسباب ويشوف رتبة أعلى من الوزير تطلعه من السجن، 

فطلب من اللي عبّر له الرؤيا وقال له:

لما تطلع من السجن زي ما الرؤية اتنبأت ليك بده، ابقى اذكرني عند الملك بتاعك، وقل له إن فيه شخص مظلوم في السجن،يمكن يشوف قضيتي ويطلعني،

وفعلا طلع الساقي من السجن لكنه نِسي موضوع يوسف عليه السلام.

"وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فلبثَ في السجن بِضعَ سنين"

ياترى إيه حكمة ربنا إن الساقي ينسى ويستمر يوسف مدة أطول في السجن بدون ذنب؟

ويا ترى يوسف عليه السلام هيطلع من السجن إمتي وإزاي؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص الأنبياء

قصص الأنبياء

دراسات إجتماعية الصف الرابع الإبتدائي