قصص الأنبياء



 #قصص_الأنبياء

يوسف عليه السلام"٥"

التمكين


وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما راحوا مصر عشان يشتروا منها طعام،

كان يوسف عليه السلام بُيشرِف على أمور البيع والشراء، فَجاء إخوة يوسف ودخلوا عليه عشان يشتروا،

فلما شافهم، هو عرفهم وهم ماعرفوهوش، متخيلين الموقف 🙊

هنا يوسف عليه السلام اتعاد قصاده شريط ذكرياته كله...

وأكيد بقى قلبه بيدق وبقى فيه فوران مشاعر مختلطة،

افتكر المعاملة السيئة...افتكر رميه في البئر وتركه بلا أمان ولا أنيس..

افتكر بيعه بتمن رخيص.. وبلاؤه مع امرأة العزيز ثم مع النسوة...السنين إللي قضاها في السجن...

وفجأة يلاقي السبب في كل إللي حصله ده واقف بشحمه ولحمه قصاد عينه دلوقتي، ويفصل بينه وبين الثأر منهم لنفسه لحظات👌

"وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"


لكن يوسف عليه السلام معملش أي حاجة، متخيلين الثبات الانفعالي والحِلم إللي عند يوسف عليه السلام 😮

يوسف عليه السلام مسك نفسه من إنه يقول لهم انتم مش عارفيني،؟!

أنا يوسف، أنا إللي عملتم فيه كذا وكذا ودلوقتي أقدر أنتقم منكم، لكن يوسف عليه السلام معملش كده ومسك نفسه،

إحساس كبح زمام النفس ده عن إحراج الناس بالمثل، إحساس صعب فعلا وشديد وفظيع الصراحة😅

عشان كده الصفتين دول من الصفات إللي ربنا عز وجل بيحبها،

والصفتين دول لما بيكونوا في شخص بيكون فعلا رزق طيب ومهم وبتبقى من البُشْريات للعبد👌

حتى رسول الله ﷺ قال لواحد من الصحابة اسمه الأَشَج العصري:

"إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحِلمُ والأَنَاةُ" 

ربنا يجعلنا منهم ويوفقنا لكل خير يرضيه عز وجل 🤲


يوسف عليه السلام بقى عاملهم زي ما بيعامل باقي الناس بالخلق الكريم والإحسان👌

وكان من عادة يوسف في الإشراف على البيع والشراء، إنه يبيع لكل مُشتري حمولة جمل واحد فقط، 

عشان يقطع الطريق على التجار إنهم ميشتروش كميات كبيرة بغرض احتكار البضاعة في السوق عشان يعلوا الأسعار على الناس بعد كده،

فإخوة يوسف كمشترين زي باقي المشترين، طلبوا منه نصيب لأبوهم وأخوهم إللي مش معاهم دلوقتي في القافلة،

فبدأ يوسف يتكلم معاهم ويعمل معاهم حوار بلهجة أهل مصر عشان مايعرفوهوش من لهجة بلده الأصلية إللي هي بلدهم عند يعقوب،

وسألهم عن بلدهم وأحوالهم من باب تلطيف الجو وتبادل الحوار بحيث إنهم يطمنوا له وكده😅

وقبل ما يسيبهم يمشوا قال لهم: 

السنة الجاية تجيبوا أخوكم معاكم عشان أتأكد إنكم مش كذابين ومش واخدين نصيب نفر زيادة من غير حق😤

وقال لهم عشان يحمسهم أكتر إنهم مينسوش يجيبوه معاهم المرة الجاية:

مش إنتوا شايفين بنفسكم إزاي أنا بملا المكيال لحد آخره من غير ما بنقّص منه أو بطفّف في المكيال زي التجار الغشاشين؟ 

مش شفتوا بنفسكم إزاي بنحب نكرم زبايننا💁‍♂️

فاحنا في انتظاركم بقى السنة الجاية بالنفر الزيادة ده تيجوا كلكم و تاخدوا البضاعة إللي تعجبكم إن شاء الله..

وده الحوار إللي ربنا اختصره في القرآن بكل بلاغة وفصاحة ودقة وقال: 

"وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"


لكن يوسف في نفس الوقت خوّفهم وقال لهم:

بس لو ماجبتوش أخوكم معاكم المرة الجاية مش هَدِّيكم حاجة خالص😤

"فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ"


فقالوا له هنحاول نقنع أبونا ونجيبه😥  

"قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ"


☆ثواني كده🤨

هو إزاي يوسف عليه السلام عِرفهم وهم ماعرفهوش😳

لإن يوسف عليه السلام لما افترق عنهم كان صغير وهم كانوا كبار، 

وعلى الأقل عدت حوالي عشرين سنة على يوسف 

《من ساعة مافترق عنهم》، فأكيد ملامح يوسف عليه السلام اتغيرت من ملامح الطفولة لملامح الشباب،

وكمان همّ لما دخلوا عليه كانوا ضعفاء وهو عليه هيبة المُلك فهيبة المُلك ولبسه وهيئته ماخلتهمش يتعرفوا عليه بسهولة ويمكن مخلتهمش كمان يبصوا له بتأمل دقيق أو يتمعّنوا في ملامحه،

ده غير كده أصلا هم عمرهم ما يتخيلوا أبدا إن يوسف يكون في المكان ده فضلا عن إنه يكون وزير المالية إللي سيرته انتشرت في كل مكان بكل خير بسبب عبقريته الاقتصادية وحسن إدارته لخزائن مصر في زمن القحط 😶

وكمان يوسف كان مترقّب ومستني وصول إخواته من بلد أبيه يعقوب في أي وقت زيهم زي أي ناس رايحة جاية على مصر الفترة دي؛

لإن هو عارف إن القحط إللي كان في كل البلاد ده هيخليهم ييجوا عندهم لإنهم البلد الوحيد إللي عرف يوفر أكل، 

فكان متوقع إنهم هييجوا، وكمان إخواته كانوا عشرة فلو ماعرفش واحد هيعرف التاني ويتأكد إنهم همّ إخوته،

بعكس الشخص الواحد مش هيركزوا معاه أوي كلهم مرة واحدة😅


رجع إخوة يوسف عليه السلام لفلسطين عند يعقوب ..قالوا له: 

احنا اتمنع مننا المؤونة بتاعة السنة الجاية لإنهم اشترطوا علينا إننا نجيب أخونا معانا عشان يتأكدوا إننا بناخد بضاعة فعلا لنفر زيادة موجود ومش بنكذب عليهم،

فيا أبونا الكريم ابعت معانا أخونا السنة الجاية عشان يرضوا في مصر يدونا الكيل المعتاد بتاعنا ،وما تقلقش احنا هناخد بالنا منه ونحطه في عنينا😤

"فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"

طبعا يعقوب عليه السلام قال لهم: 

عايزيني استأمنكم عليه زي ما استأمنتكم على أخوه يوسف قبل كده😳

فطبعا همّ ماقدروش يردوا.. 

هيقولوا إيه، وفعلا المشهد ده يعقوب عليه السلام شافه منهم قبل كده وكانوا قالوا له نفس الكلام لما أخذوا يوسف عليه السلام ثم خانوا العهد😶

"قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"


فمردّوش طبعا.. وراحوا ينزلوا الغلة إللي اشتروها من على الجمال، قاموا لقوا الحاجات إللي دفعوها مقابل الأكل -زي فلوس كده- موجودة عندهم في الحمولة هي كمان 😮 


يوسف عليه السلام قبل ما إخواته يسيبوا مصر كان أمر العمال بتوعه إنهم يحطوا البضاعة دي معاهم تاني؛ عشان خاف أحسن ميكونش عندهم غيرها فميجوش السنة إللي بعدها وهو عاوزهم ييجوا تاني،

فكإنه بيُغريهم بالقدوم بكل الطرق، فخلى عماله يعملوا كده وكمان من غير ما يعرفوا عشان مايحرجهمش قصاد الناس عشان ميظهرش إنه بيتصدق عليهم مثلا ولّا حاجة، 

وكمان يوسف عليه السلام شاف إن من العيب وسوء الخلق إنه ياخد فلوس من أبوه وإخوته فرجعها لهم،

ده غير إنه أراد إنه يرد الإساءة بالإحسان عشان كده بالغ في إكرامهم👌


☆وده من تأديب الإنسان لنفسه، النفس بتبقى عايزة تتشفى وتنتقم أول ما تجيلها الفرصة، لكن يوسف عليه السلام عمل عكس كده بأسلوب عملي،

يعني كأنه بيقول:

مش انتم أسأتم لي وأنا أقدر انتقم لنفسي ومش عايز أشوفكم تاني😈

لأ بقى أنا هعطيكم عشان أكسر نفسي وابعدها عن الإنتقام ومتركش لها أي مجال،

وده فعلا بنشوفه مثال واقع من بعض الناس فما بالكم بيوسف عليه السلام،

فهو زي ما بنقول كده بيحرجهم بإحسانه،

بمعنى إنه مش هيكون عندهم أي مجال إنهم يمسكوا عليه فيما بعد أي إساءة منه ليهم، وإنه بكده أسر قلوبهم بإحسانه، وخصوصا في الموقف ده، وهو أول مرة يتقابلوا فيها بعد إللي عملوه معاه،

فهو بعد ده كله أحسن إليهم ورد لهم البضاعة👌

"وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"


والنتيجة فعلا كانت إن إخوة يوسف لما شافوا الحاجة زي ما هي اندهشوا من حجم كرم يوسف عليه السلام،

"وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ"


فرجعوا ليعقوب عليه السلام وقالوا له يا أبانا احنا مش ناويين شر والدليل أهه، الناس رجّعوا لنا البضاعة بتاعتنا مع البضاعة إللي أخدناها منهم،

خلاص بقى.. هناخد أخونا معانا نجيب المؤونة ونضاعف نصيبنا بنفر زيادة ونرجع لك... الموضوع بسيط🤷‍♂️

"قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ"


فيعقوب عليه السلام حسّ المرة دي إنهم صادقين، وخصوصا إنه خلال السنين إللي فاتت مشفش منهم حاجة وحشة وانصلح حالهم وكانوا بارين بيه فقرر إنه يستأمنهم بشرط،

قال لهم عايزيني أبعته معاكم يبقى تدوني ميثاق ..يعني تحلفوا بالله العظيم إنكم هترجعوه ليا تاني؛ 

إلا لو اتزنقتم أوي ومفيش أي مجال إنكم ترجعوه زي مثلا إن يصيبكم هلاك عظيم يشملكم كلكم مسابش منكم حد وما قدرتوش تدفعوه عنكم ولا قدرتوا ترجعوا عندي تاني.. ساعتها أعفيكم من الميثاق الغليظ دة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها،

"قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ"

ففعلا وافقوا وادوله الميثاق إللي طلبه وأشهَدوا ربنا عز وجل على العهد ده وهما مطمنين، لأنهم صادقين ومش ناويين شر فعلا😅

"فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ"


عدت السنة وراح الـ11 أخ لمصر، وكان لمصر ساعتها أربع أبواب الناس بيدخلوا منها،

فيعقوب عليه السلام قال لولاده متدخلوش كلكم من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة،

لأنهم كان عليهم هيبة وجَمال ملفت للنظر،

يعني إحدى عشر أخ بالمنظر ده ممكن تصيبهم العين والعين حق،

 "وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ "

فيعقوب عليه السلام بيحاول ياخد بالأسباب، وفي النهاية لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. حتى هو نفسه لما قال كده قال بعدها :

 "وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ"

وفعلا سمعوا كلامه وعملوا كده ودخلوا من كذا باب متفرقين، وراحوا عشان يشتروا المؤونة،

فلما دخلوا على يوسف أكرمهم وأحسن إليهم وأخد أخوه الصغير بنيامين على انفراد، 

يعني بنيامين لما دخل على يوسف مع إخوته، معرفش يوسف أصلا،

معرفوش غير لما يوسف انفرد بيه وقاله إن هو أخوه يوسف، وساعتها طبعا أظهروا مشاعرهم لبعض وهم لوحدهم من غير ما حد يعرف.. 

 "وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "

والأخ مأوى ووطن.. خصوصا لو قريب منك ومن قلبك ومفيش بينكم أي عداوات أو صراعات على الدنيا،

فأكيد لقاءهم ببعض بعد كل المدة دي كان غير عادي👌

بعد ما سلموا على بعض، يوسف طمّنه وحكى له على إللي حصل معاه كله وقال له إنه هيعمل حيلة عشان ياخده معاه في مصر ويكون مُعزز مكرم، بس مايقولهمش حاجة لحد ما الخطة تتم بنجاح 🤫


لما خلاص يوسف عليه السلام جهّز إخواته بالمؤونة بتاعتهم عشان يمشوا ...

فجأة لقوا حد بينادي🙋‍♂️

وجاي عليهم وبيقولهم:

إنتم سارقين😡 

اتفزعوا جدا وسألوا باندهاش: 

إيه إللي ضاع منكم!. ماهو مش لازم يكون حاجة اتسرقت منكم، ما يمكن ضاعت فقط😐


لكن إللي همّ ميعرفوهوش، إن دي هي الحيلة إللي كان يوسف مخططها عشان ياخد أخوه بيها، 

فهو إللي حط في رحال أخوه شقيقه بنيامين، صاع الملك إللي بيكيل بيه البضاعة بالفعل، ومن غير ما حد يعرف أو يشوفه:

"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ"


العمال بقى ردوا عليهم وقالوا: مش لاقيين مكيال الملك إللي بنكيل بيه..

وإللي هيجيبه هنديله مكافأة جَمَل متحَمّل بالطعام، 

يعني رصدوا مكافأة عظيمة عشان يوروهم أد إيه الصواع ده مهم، ويُقال إنه كان من الفضة أو من الذهب.


فبدأ إخوة يوسف يدافعوا عن نفسهم بقوة وقالوا:

انتم شفتم من خلال معاملتنا إننا مش جايين نفسد في الأرض وعمرنا ما كنا سارقين😥

"قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ"

فقالوا لهم طيب إيه الجزاء لو كنتم كاذبين ولقينا حد فيكم معاه الصوّاع؟

فقالوا لهم جزاؤه هو إنكم تاخدوه عبد عندكم مقابل السرقة،

وكان في شريعة يعقوب عليه السلام إن إللي يسرق عقابه بيكون إنه يبقى عبد للي سرق منه،

لكن شريعة ملك مصر إن السارق يتجلد ويتسجن وبعدين يرجع لأهله،

فخلاهم هم إللي يقولوا العقوبة عشان هو عايز ياخد بنيامين 👌

"قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ "

وفعلا بدأ يوسف يفتش في أمتعتهم واحد واحد وخلى متاع بنيامين في الآخر عشان إخواته ميشكوش في الحيلة، 

وكانوا واقفين أثناء التفتيش عمالين يدافعوا عن نفسهم ويقولوا احنا ماسرقناش،

لحد ما وصلوا لمتاع بنيامين وطلّعوا منه الصواع😶

"فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ"

فهنا بقى اتصدموا 😳 

وطلعت منهم كلمة وجعت يوسف أوي: 

"قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ "

يعني قالوا إن بنيامين ده سرق لإن أخوه التاني شقيقه سرق هو كمان قبل كده -قصدهم يوسف طبعا- 

وهمّ الاتنين اخواتنا آه بس من أم تانية مش من نفس أمنا، 

فهُم هنا كإنهم عاوزين يبرأوا نفسهم من صلتهم بجريمة السرقة إللي حصلت دي، 

كإنهم بيقولوا إن الاتنين دول ناس سارقين مش تبعنا دول تبع بعض، همّ شبه بعض ومش شبهنا، إحنا زي الفل😤

فيوسف طبعا غضب وحزن في نفسه لإن هو عمره ما سرق، وهمّ بيفتروا عليه👌

وقال في نفسه:

والله إنتم شر الناس مكانة، بعد ده كله كمان بتتبلوا عليَّ🤦‍♂️

"فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ"


☆ملحوظة

في قصص كتير عن موضوع سرقة يوسف عليه السلام إللي اخواته اتهموه بيها دي، لكن كلها روايات بني إسرائيل معلهاش أي دليل من عندنا،

يعني قالوا إن يوسف سرق صنم كان جده بيعبده، ورواية تانية إنه سرق الشال بتاع عمته،

لكن كل ده روايات بني إسرائيل إللي مناخدش بيها؛ لأن الأصح والأظهر عندنا في القرآن إن مكنش في سرقة من الأساس، و همّ اتهموه ظلما وعدوانا بحاجة محصلتش أصلا 

ودي حاجة مش مُستبعدة منهم خالص على فكرة😒

يعني إللي يخليهم يفكروا في قتل أخوهم ويتهموا نبي من الأنبياء بالضلال ويحكموا عليه بظنهم السيء إنه بيحب أخوهم أكثر منهم وبعدين يرموا أخوهم في البئر، 

وبعدين يرجعوا لأبوهم ويكذبوا عليه ويقولوا إن يوسف أكله الذئب،

فاللي يعمل كل ده مش بعيد عليه يكذب كمان كذبة بحاجة محصلتش أصلا عشان يبرأ نفسه، ويبعد التهمة عنه🤷‍♂️

عشان كده يوسف عليه السلام غضب في نفسه لأن اخوته اتهموه بحاجة محصلتش أصلا وهم إللي عملوا حاجات أسوأ من السرقة بكتير، 

ومع كل ده يوسف عليه السلام كظم غيظه وأخفى الموضوع في نفسه👌


المهم بقى دلوقتي هم ّ فعلا في ورطة حقيقية🙊

إزاي هيرجعوا لأبوهم من غير بنيامين بعد الميثاق الجديد، وهم قبل كده كانوا فرطوا في يوسف رغم وعودهم بإرجاعه برده😬

فكلموا يوسف عليه السلام باحترام عشان يستعطفوه،

قالوا أيها العزيز ده أبوه شيخ كبير في السن وهو بيحبه جدا 

فخد حد فينا بداله إحنا شافينك من المحسنين السّبّاقين للخير😥

"قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"


فقال لهم يوسف عليه السلام: أهه إنتم قلتم إني من المحسنين فإزاي آخد واحد بريء مكان واحد مذنب🤷‍♂️

 أنا كده هكون ظالم😤

 "قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ"

☆سؤال بقى، هو ليه يوسف عليه السلام أصلا مقلهمش عن نفسه من الأول إن هو يوسف، وكان ولازم يستعمل معاهم الحيلة🤔

◇أولا: 

كل ده من تقدير وتدبير ربنا،

يعني يوسف عليه السلام اتعرّض لظلم وابتلاء كبير بسبب إخوته،

فربنا لما بيفرج البلاء وبينصر المظلوم بيكون نصره وفرجه كبير مش حاجة عادية، فعشان ربنا يحقق النصر والفرج ليوسف عليه السلام ألهمه بإنه ميقلش لأخوته إنه هو يوسف👌

◇ثانيا:

تخيلوا كده لو يوسف قال لأخوته إنه هو يوسف، مكنوش هيعترفوا بغلطهم معاه وهيفضلوا شايلين منه،

ومش هيعترفوا بفضله وهيخافوا منه ومش هيرجعوا له مرة تانية، وبالتالي يوسف مش هيقدر يجتمع بأبويه مرة🤷‍♂️

ويوسف عليه السلام مش هيقدر يسيب مسؤولياته في مصر ويروح هو لمكان أبوه،

فهو كان عايز يجيبهم يعيشوا معاه في مصر، لكن الموضوع مش هييجي بالسهولة دي،

لازم الأول يطهّر نفوسهم وميبقاش في نفوسهم شيء عشان متحصلش مكائد تانية في المستقبل،

وانتم شوفتم أهه، بعد كل إللي عملوه في يوسف افتروا عليه كذبا إنه سرق، فده معناه إنهم لسه عندهم مشكلة لازم تتعالج👌


إخوة يوسف لما لقوا إن مفيش فايدة راحوا في جنب لوحدهم كده بعيد عن الناس وقعدوا يتكلموا مع بعض، 

فكبيرهم إللي كان اقترح زمان إنهم مايقتلوش يوسف ويرموه في البئر قال:

إنتم متخيلين الورطة إللي احنا فيها😬

أبونا يعقوب أخد علينا العهد والميثاق إننا نرجع ببنيامين، ناسيين عملنا إيه معاه قبل كده كمان مع يوسف..هنتصرف إزاي دلوقتي😞

"فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ"

أنا عن نفسي مش همشي من البلد دي غير لما أبي يأذن لي إني أرجع وهو راضي عني ومتفهم الوضع ومتنازل عن العهد زي ما قال إلا أن يُحاط بكم،

واحنا فعلا مالناش ذنب في اللي حصل ومغلوبين على أمرنا، فأنا هستنى هنا لحد ما يأذَن لي بالرجوع أو ربنا يمكّنني من إني أخد أخويا يرجع معايا😤

 "فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ"

ارجعوا لأبوكم واحكوا له إللي حصل بكل وضوح و قولوا له ابنك سرق، واحنا مكناش نعرف إنه سرق وسألونا إيه جزاء السارق فجاوبناهم، وحاولنا نبدله بحد فينا منفعش،

فهموه الأمر كله لعله يعذركم،

وخلوه يسأل الناس إللي في مصر ويسأل الناس إللي كانوا معانا في القافلة واحنا صادقين في كلامنا😔

"ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ "


فنفذوا كلامه.. ولما سمع يعقوب إللي حصل، قال لهم: لأ ..إنتم أكيد عملتم حاجة في بنيامين زي المرة إللي فاتت لما عملتم في يوسف،

"قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا"


☆وده من نتائج الكذب، الشخص إللي اتعرف عنه كذب لما يقول الصدق بعد كده محدش هيصدقه🤷‍♂️

عشان كده أهل الحديث لا ينقلوا عن أحد كذاب من الرّوَاة حتى لو تاب👌


كمّل يعقوب كلامه وقال:

أنا برده هصبر الصبر الجميل إللي من غير شكوى أو سخط، وظني إن ربنا هيرجع لي الثلاثة بسلام👌

وأعرض عن أبناؤه وهو حزين متألم حزن شديد،

وافتكر حزنه الأول على يوسف فبكى من تاني بكاء مرير.. 

لحد ما عميَت عيناه،

"وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ "

فقد أبناؤه الإثنين والمتهم فيهم إخواتهم... بلاء في أبناؤه كلهم😞

وبعد ما جاب سيرة يوسف من شدة الحزن، قالوا له:

إنت هتفضل تفتكر في يوسف كده على طول لحد ما المرض هيشتد عليك ولو الوضع استمر على كده هتهلك نفسك تماما وتموت😥

فقال لهم أنا مش بشتكي لكم أنا بكلم ربنا وبنقل له همي وحزني وبثي وألمي،

وأنا عارف كويس أوي إن قدر ربنا كله خير لكن بطلب الصبر والتحمل، وعارف إن الفرج هييجي👌

"قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"


¤طيب إزاي يعقوب عليه السلام يحزن الحزن الشديد ده ؟ مش ده كده عدم صبر وعدم رضى بقضاء الله مع إنه نبي😕؟!

الجواب: 

الحزن لا يتعارض مع الصبر والرضا👌

أصلا الإنسان إزاي هيحقق الصبر والرضا لو مفيش حزن🤷‍♂️ هيصبر على إيه طيب😅

فالصبر على الإبتلاء واجب، ويأثم إللي ميصبرش، الرضا بقى العلماء اختلفوا هل هو واجب ولّا مستحب،

في علماء قالوا واجب وعلماء تانيين قالوا مستحب،

فلما تحصل حاجة للإنسان بيكرهها أو حاجة عكس إللي هو عايزها زي المرض والفقر والتعرض لأذى الناس ويرضى من جواه، فدي من المقامات العالية لأهل الإيمان👌


◇طيب وهو إيه الفرق أصلا بين الرضا والصبر😕

الصبر إن الإنسان يمسك نفسه عن التسخّط والشكوى والجزع مع إن قلبه قلقان وتعبان وحزين ومُثقل وبيتمنى من جواه إن البلاء ده ما يكونش نزل عليه.

لكن الرضى بقى هو صبر وزيادة عليه كمان عدم تمني إن البلاء ده مكانش موجود، 

يعني الإنسان الراضي مش بيتسخط ومش بيشتكي وكمان قلبه مطمئن وصدره منشرح بقضاء ربنا وواثق إنه لو كان اختار لنفسه مكانش هيختار زي ما ربنا اختار له ما يلصح أمره دنيا وآخرة.

وأعلى من ده كله إن الإنسان يشكر ربنا على المصيبة أو البلاء إللي حصل له ده😁

عشان هو بيشوف نعم ربنا إللي جاتله بسبب المصيبة دي، يعني يفكر إن الإبتلاء ده ربنا جعله سبب لتكفير السيئات، ورفع للدرجات، ويفكر إنه سبب في إنه يتعلم التوكل والتضرع إلى الله فهو بيشوف بعين قلبه النعم إللي في البلاء فيهون عليه البلاء ويحمد ربنا عليه😊

وده لا يتعارض مع الألم النفسي أو إن الإنسان يشتكي لله فقط👌

لأن ده حاجة طبيعية في البشر، الإنسان يتألم لوقوع البلاء وفي نفس الوقت راضي بقضاء الله، زي المريض إللي بيرضى يشرب دواء طعمه وحش، أو زي رضى الإنسان إنه يصوم في يوم شديد الحر في مقابل الأجر إللي هياخده💁‍♂️

وده إللي هيخلينا نحقق إللي النبي ﷺ قال عليه: 

"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛

إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له"

وكمان السعي لإزالة البلاء مش ضد الرضى، بالعكس ده بيكون تحت إطار عبودية الأخذ بالأسباب كما أمر الله،

يعني يسعى لرفعه لإن ربنا أمره بده، لكن من جواه هو متقبل الوضع ويوقن إنه خير.. وإن العافية منه برده لو أذن الله بها فهي خير.. 

يعني لو إنسان مريض... ياخد علاج ، لو حد أذاك... تاخد بأسباب دفع الأذى بدون تعدّي، 

لو واحد فقد ابنه ياخد بالأسباب ويدوّر عليه وهكذا، زي ما يعقوب عليه السلام عمل👇

عمل إيه؟!

يعقوب عليه السلام قال لأبنائه :

روحوا تاني كده هناك وشوفوا ودوروا على أي أخبار عن يوسف وأخوه، ومتيأسوش،

بلاش كلام اليأس بتاعكم ده، خلي عندكم أمل، إللي بييأس من الفرج بتاع ربنا هم الكفار بس.

"يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"


فعلا راح بعض أبناء يعقوب لمصر بعد كده، ودخلوا على العزيز وقالوا له يا أيها العزيز احنا جينا ببضاعة رديئة سيئة ماعندناش غيرها، 

فإدينا زي ماكنت بتدينا قبل كده ولك الأجر من ربنا...انت عودتنا الكرم والزيادة، وياريت تتصدق علينا بتحرير أخونا من العبودية عندكم...وتسيبه يرجع معانا ده أبوه حزين جدا عليه😔

فهنا فاجئهم يوسف واتكلم بلهجتهم همّ إللي هي 《السريانية》وقال لهم: 

فاكرين عملتم إيه في يوسف وأخوه زمااان وانتم مش مدركين عاقبة أفعالكم المؤذية أبدا 😊

"قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ"


إخوة يوسف سمعوا اللهجة اتغيرت من المصرية للسريانية، ولقوا حد بيقول لهم حاجة عن أخوهم محدش يعرفها غيرهم😲

فبدأوا يبصوا للي بيتكلم ويتمعنوا في ملامحه...ولسان حالهم: مش ده العزيز؟!...وفضلوا بيدققوا النظر..ويجمعوا أفكارهم ...وفجأة نطقوا :

"قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ"😲

قال لهم:

أنا يوسف وهذا أخي 💁‍♂️ ربنا من علينا بفضله 😊

"قال أنا يوسف وهذا أخي قد مَنَّ الله علينا"

ودخَّل أخوهم عليهم فلقوه مُنعّم ومُكرّم وفي أبهى صورة ...

ودول مصدومين من إللي بيشوفوه🙊

فكمل كلامه وقال القاعدة النبوية الذهبية إللي بيها الإنسان يعرف يتخطى أي بلاء بإذن الله قال:

"إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"

تقوى الله(الخوف من الله)+ صبر =فرج من الله وفتح مبين😊

حياة يوسف عليه السلام كلها تقوى وصبر، 

مع إيذاء إخواته قبل البئر وبعده تقوى وصبر...

مع امرأة العزيز تقوى وصبر(صبر على فتنة النساء)...

مع النسوة تقوى وصبر...

في السجن تقوى وصبر(الصبر على الظلم وأذى الناس)...

مع الألم من نسيان رد الجميل لما رفيق السجن نسيه فطالت مدة السجن أكتر، تقوى وصبر..

وبعد ما شاف إخوته تاني تقوى وصبر...

أكثر من ثلاثين سنة تقوى وصبر، فكانت نتيجة التقوى والصبر إيه😊

ربنا فرج عنه ومكّن له في الأرض وبقى وزير، وجعل النساء يعترفن ببراءته قصاد الناس كلها،

وخلى إمرأة العزيز تعترف على نفسها قصاد الكل ،ورجّعله إخواته مكسورين معتذرين تائبين معترفين بفضله عليهم وعند رب العالمين بتقواه وإحسانه،

ربنا لا يضيع أجر المحسنين أبدا ، 

وهو في أكثر من إحسان يوسف عليه السلام ونبينا محمد وأولي العزم من الرسل؟! 👌

ربنا بيقولنا قصص الأنبياء عشان نعتبر ونقلدهم وعشان يصبرنا بيهم😊

عارفين قصة يوسف عليه السلام نزلت على رسول الله ﷺ إمتى؟

نزلت وهو في مكة...في العام العاشر من البعثة، إللي سماه المؤرخون عام الحزن لأنه ماتت فيه خديجة رضي الله عنها زوجة رسول الله ﷺ ومات فيه عمه أبو طالب،

فربنا بيهوّن على رسول الله ﷺ بقصة يوسف عليه السلام، أحسن القصص،

وبيهوّن بيها على كل مُبتلى 👌

عشان كده بنحس بأُنس مع قصة يوسف عليه السلام لأنها بتعبر عننا كلنا وعن ابتلاءتنا وبتدينا أمل بالفرج،

وإللي عايز ربنا يفرج عنه البلاء يتقي ويصبر،

يوسف عليه السلام وهو نبي مرسل فضل محقق التقوى والصبر ثلاثين سنة لحد ما جاله الفرج،

فما بالكم بينا احنا😅

احنا مش معصومين زيه فممكن منعرفش نحقق التقوى كاملة أو الصبر كامل فزمن البلاء يطول علينا أكثر لنُمتحن أكتر ونُنَقّى أكثر،

ومهما طال زمن البلاء افتكروا إن غمسة واحدة في الجنة تُنسي أبأس أهل الأرض بؤسه كله ...

ويؤتى بأهل البلاء يوم القيامة يُصب عليهم الأجر صبّا... ويتمنى أهل البلاء يوم القيامة أن لو قُرِّضوا بالمقاريض في الدنيا، من عِظم الثواب المسكوب في الآخرة عليهم ضمن ثواب اهل البلاء الصابرين.. 

فاتقِ الله واصبر وارفع نفسك للمنزلة الأعلى وهي الشكر على المصيبة والبلاء وقل الحمد لله على كل حال..فالحمد لله تملأ الميزان😊


إخوة يوسف عليه السلام أخيرا اعترفوا ليوسف عليه السلام بفضله ومكانته زي ما امرأة العزيز اعترفت قبل كده ببراءته وتقواه، وقالوا له بكل وضوح: ربنا فضّلك علينا وقرّبك وأبعدنا، لإن إحنا إللي كنا غلطانين😔

وعرف إخوة يوسف إن ربنا هو إللي كان بيفضله عليهم مش أبوهم👌

ماهي المشكلة كان سببها إيه من البداية؟ مش كانت إنهم مفكرين إن أبوهم بيحب يوسف أكثر💁‍♂️

مطلعش بقى يعقوب هو إللي بيحبه أكثر وبيفضله عليهم، ده ربنا هو إللي فضّل يوسف عليهم بالنبوة والتمكين في الأرض لأنه يعلم صفاء ونقاء قلبه وأمانته،

بعكسهم هم إللي قلبهم كان مليان غيرة وحقد، وهم شافوا بنفسهم يوسف عمل معاهم إيه وأكرمهم إزاي،

ولسه كمان هنشوف يوسف عليه السلام عمل معاهم إيه، 

"قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ "


تخيلوا هو قال لهم إيه في الموقف الرهيب ده إللي يقدر يذلهم فيه وينتقم منهم شر انتقام ويتشفّى ويتعالى عليهم؟

أكيد انتم عارفين يوسف وأخلاق يوسف وإحسان يوسف💁‍♂️

قال لهم: 

خلاص ما تقلقوش.. لا لوم ولا حتى هعاتبكم.. ربنا يغفر لكم ويتجاوز عنكم😊

"قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"

وهو ده بقى العفو عند المقدرة...هو تَمَكّن منهم وهم بقوا في إيده بالفعل خلاص وقادر على عقابهم، فعفى عنهم،

مش إني أكون مغلوب على أمري وأقول خلاص أنا هسامح عشان العفو عند المقدرة😅

ده مختلف عن ده، العفو عند المقدرة لما أكون فعلا قادر إني آخد حقي وقادر أذل إللي قصادي لكن أعفو زي يوسف عليه السلام👆

يوسف عليه السلام عرف إن أبوه يعقوب أُصيب بالعمى 

فقال لهم خدوا قميصي ده وحطوه على وجه أبي، وبصره هيرجع له بإذن الله، 

وهاتوا أهلكم كلهم وتعالوا لي،

"اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ "

بالفعل رجع إخوة يوسف لأبيهم ، فلما قربوا من المدينة سبحان الله، يعقوب عليه السلام قال لأبنائه إللي كانوا موجودين معاه ومراحوش مع اللي راحوا ليوسف في مصر: أنا خايف تتهموني إني كبرت وخرّفت بس أنا شامم ريحة يوسف👌

"وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ"

فقالوا له إنت لسه في أوهامك القديمة بخصوص إنك هتشوف يوسف تاني🙄

"قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ "

لكن اتضح بعد شوية صغيرين خالص مين إللي كان عايش في الوهم ومين إللي كان على يقين حقيقي طول السنين دي👌

إخوة يوسف جم ودخلوا على يعقوب ورمى واحد منهم قميص يوسف على وش يعقوب بالفعل، فبصره رجع له فعلا سبحان الله، ودي معجزة من معجزات الله 👌

"فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"


إخوة يوسف لما شافوا المعجزة قصادهم اتزلزلت قلوبهم وعرفوا إنهم كانوا غلط فطلبوا من أبوهم إنه يدعي لهم ربنا بالمغفرة على إللي عملوه كله،

"قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ "

فقالهم إنه هيستغفر لهم في كل موضع وبالذات في وقت السحر في الثلث الأخير من الليل عشان ده من مواطن إجابة الدعاء الجليلة والعظيمة عند الله،

يعني كمان سيدنا يعقوب بيضرب لنا مثل في الإحسان غير عادي، ده مش عفو عادي عن ولاده إللي لو حد فينا مكانه مش قادر أتخيل ممكن نعمل إيه؟!

لأ، ده عفو بإحسان، وشفقة حقيقية عليهم من عقوبة الله كمان، وتحرّي لأرجى أوقات إجابة المغفرة لهم..


بعد كده، خدوا بعضهم كلهم وارتحلوا من فلسطين وراحوا مصر عشان يدخلوا على يوسف،

وهترك لكم تخيل لحظة لقاء يعقوب بيوسف بعد كل إللي حكيناه ده، لإن اللسان يعجز عن ده بالفعل👌

بعد ما احْتفى يوسف عليه السلام بأبويه وأكرمهم، أجلسهم معاه على كرسي الملك، وهنا كلهم سجدوا له😊

الأب إللي هو القمر لأن القمر مذكر، وأمه إللي هي الشمس لأن الشمس مؤنثة والإخوة ال١١.. إللي هم ال١١ كوكب👌

وظاهر القرآن يقول إن أم يوسف عليه السلام كانت عايشة مش ميتة زي ماهو مشهور بين الناس، وهي إللي سجدت مع يعقوب وإخوته، الآية بتقول:

"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا"

 وأبويه يعني الأب والأم👍


☆ وطبعا وزي ما قلنا قبل كده في قصة آدم عليه السلام إن السجود هنا سجود تكريم وتشريف مش سجود عبادة،

 لإن من سجد لغير الله للعبادة فده كافر، وقلنا إن ده كان في شرع إللي قبلنا لكن شريعة الإسلام مُحرم فيها حتى سجود التكريم😁

هنا يوسف عليه السلام قال لأبوه:

ده تأويل الرؤيا بتاعتي إللي شفتها زمان...ربنا حققهالي دلوقتي.

"وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا"

ويقال إن ما بين رؤيا يوسف عليه السلام وتحقيقها أربعون سنة، فمحدش ييأس😅

يوسف عليه السلام يذكر نعمة ربنا عليه وإزاي إنه أخرجه من السجن وجمعه مع أهله تاني بعد ما الشيطان كان فرق بينه وبين إخوته، 

"وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي"


♡وهنا لفتة جميلة بيقول لنا عليها العلماء،

وهي إن يوسف عليه السلام نسب الإيذاء إللي حصل من اخواته له للشيطان، فطالما تابوا يبقى مافيش داعي أفكرهم كل شوية بخلقهم السيء القديم،

فسبحان الله كان محسن في كل أحواله عليه السلام.. 

وقعد يتدبر في حاله وإزاي إن ربنا لطيف بعباده وإنه إذا أراد شيئا هيأ أسبابه، 

يعني إزاي يوسف عليه السلام كان هيكون في المكانة إللي هو فيها دي من غير ما يعدي على كل الإبتلاءات إللي فاتت💁‍♂️

"إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "

فهو العليم سبحانه بمصالح العباد .

فزي ما قلنا كتير، بنكرر واحنا بنختم احسن القصص ونقول:

ربنا بيدينا الأمل من خلال قصص الأنبياء وبيقولنا اصبروا على الابتلاء وهتشوفوا النتيجة،

فلما تحققت ليوسف الرؤيا وربنا أتم عليه نعمه كلها ... قال: يارب زي ما رزقتني الملك وعلمتني تأويل الرؤى ووهبتني النبوة وأصلحت ليا دنيايا، فأصلح لي آخرتي 🤲

"رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " 

وآخر نقطة ننبه ليها: 

مفيش أي رواية من القرآن والسنة بتقول كم عاش يوسف عليه السلام، لكن أرجح اقوال المفسرين هو إنه عاش ١٢٠ سنة والله أعلم😊




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص الأنبياء

قصص الأنبياء

دراسات إجتماعية الصف الرابع الإبتدائي