قصص الأنبياء



 #قصص_الأنبياء

موسى عليه السلام"٢"

الرسالة


وقفنا المرة إللي فاتت عند موسى عليه السلام لما أخذته آسية زوجة فرعون عشان تربيه في القصر،

كَبُر موسى عليه السلام في قصر فرعون وهو شايف الظلم والقهر إللي بيتعرضله بني إسرائيل،

فكان بيكره فرعون، واتولّد جواه حِس نصرة المظلوم،

في يوم من الأيام نزل من القصر ودخل المدينة في وقت القيلولة محدش تقريبا بيبقى موجود،

"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا "

وهو ماشي شاف واحد من المصريين بيتخانق مع واحد من بني إسرائيل، فتوقع إن المصري ظالم للرجل بسبب إللي شافه طول السنين إللي فاتت،

"فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّه"

وفي نفس الوقت الرجل من بني إسرائيل استغاث بيه وقال له إلحقني، 

فتأكد ظن موسى عليه السلام وراح عشان ينصر المظلوم فزق المصري بإيده، راح واقع ميت😶

"فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ"

موسى عليه السلام بيشوف الراجل لقاه مبيتحركش ومات فعلا!🙊

طبعا موسى عليه السلام اتصدم😳

هو مكنش يقصد أبدا إنه يقتل الرجل ومكنش متخيل قوته كده....

هو كان بيبعده بس لكن موسى عليه السلام كان قوي جدا لدرجة إن زقة واحدة قتلت الشخص، فتخيلوا إنتم قوته كانت عاملة إزاي😅

فورا موسى عليه السلام استغفر ربنا لإن بالفطرة الإنسان بيحس إن القتل ده حاجة كبيرة، حتى لو مفيش دين بيحرم القتل، 

"قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "


وقال يارب بما إنك أنعمت عليّ بنعمة القوة كده، فمش هخليها في مساعدة المجرمين ولا هكون زيهم متجبر بقوتي وجبروتي على الضعفاء،

"قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ "


☆طب وهو موسى عليه السلام كان يعرف ربنا😕

جميع الأنبياء على التوحيد، لم يشركوا أبدا بالله حتى قبل البعثة، وكمان هو كان على شريعة بني إسرائيل فكان عارف من هو الله 👌

بعد القتل الخطأ ده، هرب موسى عليه السلام ومحدش يعرف مين إللي قتل المصري غير الرجل إياه من بني إسرائيل، واتجمع الناس وقعدوا يسألوا محدش شاف مين القاتل،

فضل موسى عليه السلام في المدينة وهو خايف وبيراقب هل الناس عرفوا إن هو القاتل ولّا لأ😥

"فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ"


☆إيه ده وهو يخاف ليه😕

مش هو ابن الفرعون يعني محدش يقدر يقول له إنت قتلت ليه 🙄

ماهو ده دليل إن فرعون مكنش بيحب موسى عليه السلام ومكنش بيعامله زي ابنه، وموسى كان عارف ده،

وهو قال لآسية من البداية قرة عين ليكِ انتِ أما بالنسبة لي لأ😤

المهم.. وهو ماشي في المدينة شاف نفس الرجل من بني إسرائيل بتاع إمبارح بيتخانق مع واحد مصري تااااني، فلما شاف موسى عليه قعد يستغيث بيه ويقوله إلحقني ...إلحقني😫

" فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ "

فموسى عليه السلام قال له ده انت إللي بتاع مشاكل بقى😠

"قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ"


☆وده يعلمنا إننا مناخدش بالظاهر ...وإننا لما نكون عايزين نحكم في مشكلة لازم نسمع من الطرفين ..مش من طرف واحد،

حتى لو احنا كنا متأكدين إن الطرف التاني هو إللي ظالم دايما...مش يمكن المرة دي هو إللي مظلوم👌

فبلاش نستعجل في الحكم وناخد قرارات ظالمة وخاطئة،

وكما قيل:

"إذا جاءك الرجل وقد فُقِئت عَينُه👁 فلا تحكُم له حتى ترى الآخر فربما فُقِئت عيناه الاثنتان👀"


فلما موسى عليه السلام قرّب من الاتنين اللي بيتخانقوا عشان يبعدهم عن بعض ويفض الخناقة بسلام، 

قام الراجل اللي من بني إسرائيل تخيل إن موسى غضبان منه هو وهيضربه هو المرة دي عشان بتاع مشاكل وكده، فراح قايل له:

إنت عايز تقتلني ياموسى زي ما قتلت واحد امبارح😱

ده انت عايز تبقى جبار بقى😤

"فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ "


فهنا المصري عرف إن القتيل بتاع إمبارح موسى هو إللي قتله، 

فراح على طول بلغ الجنود، والجنود بلغوا فرعون،

فبدأ يتكلم مع الوزراء بتوعه وقعدوا يدبّروا خطة يقتلوا بها موسى عليه السلام🙊

فجه واحد من القصر بسرعة وقابل موسى وقال له إن الوزراء والأعيان بيدبروا مؤامرة عشان يقتلوك فخذ نصيحتي واهرب من البلد عشان ماحدش يقدر يوصل لك.

"وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ"

فموسى عليه السلام خرج من المدينة وهو خائف وبيراقب أحسن حد يلحقه من جنود فرعون.

"فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ"

ظل موسى عليه السلام ماشي ...ماشي...لحد ما وصل لقرية مدين ومكنش له أي غذاء طول الوقت دة غير ورق الشجر،

فلما وصل هناك لفت انتباهه حاجة بتحصل،

لقى مجموعة من الرجال ومعاهم أغنام موقفينهم عند مكان المية عشان بيشربوهم من منها،

ولقى امرأتين بعيد عنهم شوية ومعاهم أغنامهم، وكل ما الأغنام تحاول تقرّب جنب باقي الأغنام عشان يشربوا تقوم المرأتين تبعد الأغنام بتاتها عن المية،! 

فهو استغرب الموقف...! هو إنتم مش جايين عشان تسقوا الأغنام بتبعدوهم ليه🤨

" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ "

كمان إزاي مفيش حتى رجل واحد فيهم حاول إنه يساعد المرأتين دول ويسقي لهم أغنامهم بدل البهدلة إللي همّ فيها دي😕

فلما شاف المنظر ماقدرش يسكت😑

راح سألهم: إيه حكايتكم؟

"قَالَ مَا خَطْبُكُمَا"

ردوا: احنا مش هنسقي الأغنام بتاعتنا لحد ما الرجال يخلصوا سقاية أغنامهم ويمشوا...

وعشان يقصروا في الكلام وما يضطروش موسي يقعد يسألهم أسئلة كثيرة،

وبرده من باب إنهم يدافعوا عن نفسهم همّ ليه اضطروا ييجوا هنا يزاحموا الرجال على الماء كده قالوا له: 

وأبونا شيخ كبير، حوار مختصر جدا على أد الضرورة والحاجة فقط👌

"قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ"

يعني قبل ما تسأل واشمعنى انتم إللي تيجوا وهو مفيش راجل، احنا بنقولك إن أبونا شيخ كبير فمفيش حد غيرنا.

البنات ردت على أد السؤال وقفلوا الحوار.


☆وربنا بيحطلنا نموذج للمرأة اللي مضطرة للنزول والاختلاط بالرجال لحاجة او ضرورة، في سوق مثلا أو غيره، أو للمرأة العاملة:

لو إنتِ مضطرة للشغل ومحتاجة اشتغلي لكن بدون اختلاط مع الرجال، ده الأساس، ولو اضطريتي للاختلاط يبقى الكلام بحدود وعلى الأد وتقصّري في الكلام وتقطمي الجُمل كده ومفيش لتّ وعجن وكلام كتير مالوش لازمة👌


طبعا موسى عليه السلام بطبيعته في حب مساعدة الناس، أخد الأغنام وراح سقاهم للمرأتين عند الماء، ثم رجّعهم لهم وسابهم وراح بعيد قعد في الظل، والبنات مشيوا ورجعوا بيتهم.

"فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ.. فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير"


☆شوفوا،

كل حاجة في القرآن ليها معنى وعبرة،

هو إيه السبب إللي خلّى موسى عليه السلام يخرج من مصر ويكون مُطارَد كده😊

مش إنه قتل واحد بسبب مساعدته لإنسان لا يستحق المساعدة أصلا، وكمان هو إللي فضحه في النهاية!؟

ومع ذلك موسى لما شاف المرأتين مقلش ماليش دعوة😑

أنا آخر واحد ساعدته وداني في داهية، الله أعلم إيه إللي ممكن يحصل لي تاني لو أنا ساعدت البنتين دول😶

وحتى بعد ما سقى لهما، مطالبش أجرة منهم مع إنه كان بقاله أيام مأكلش وكان ممكن حتى يطلب منهم إنهم يدوله شوية لبن من الغنم إللي معاهم يتقوّى بيهم،

وحقه على فكرة👌

ومع ذلك ماطلبش ولا حتى استنى منهم كلمة شكر ولا طلب إنهم يقدّروا إللي عمله عشانهم.

ربنا بيقولنا عن القرآن : "ليدّبروا آياته" 

المطلوب مننا إن القرآن يكون منهج حياة لينا مش إن الغاية تكون في حفظه وتسميعه وخلاص ويبقى معايا إجازة، وده مش تقليلا من قدر الحفظ إطلاقا بالعكس، 

لكن القرآن نزل عشان يكون منهج حياة تطبيقي وعملي، الحفظ وسيلة من وسائل التطبيق، فلازم ناخد بكل وسائل تطبيق القرآن،

أنا مش بطبع نسخة تانية من القرآن...! لأ..

أنا كل آية بحفظها لازم أعمل بيها وإلا فالقرآن هيكون حجة لينا أو علينا👌

كم مرة عملت خير، وبعدين عشان الشخص إللي انت عملت معاه الخير ده طلع لئيم قمت قايل خلاص مش هعمل خير مع حد تاني، 

كل ما أعمل خير أنا إللي باخد على دماغي في الآخر😑 

ونسينا إننا بنتاجر مع ربنا مش مع البشر👌

ازْرع جميلا ولو في غير مُوْضِعهِ__لا يضيعُ جميلٌ أينما زُرِعَ


بعد ما موسى عليه السلام راح قعد في الظل قال لربنا يارب نعمك عليّ مغرقاني بس أنا فقير منها دلوقتي،

وهو بيدعي بقى، كان ربنا بيهيأ له جزاء المعروف إللي عمله وهو ميعرفش ومكنش مستنيه أصلا👌


وهو قاعد على الحالة دي، لقى بنت من البنتين إللي سقى أغنامهم جاية تمشي وهي مكسوفة وبتقوله إن أبوها بيدعوه لبيته عشان يكافؤه على مساعدته ليهم،

"فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا"

فمشيت قصاده عشان توريله الطريق، فخلاها تمشي وراه عشان مايشوفش أي حاجة من جسمها لو الهواء حرك هدومها،

ولما وصلوا للبيت وقابل أبوها، موسى عليه السلام حكى له قصته.. فقاله ما تخافش، انت ربنا نجاك من الظلمة.. 

" فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"

فواحدة من البنات قالت لأبوها خليه يشتغل عندنا فهو قوي واحنا شفنا قوته لما دخل وسط الرجال وسقى الأغنام، 

وأمين لأنه مطلبش مننا أجرة على السقاية ومارضيش يمشي وراء البنت وخلاها هي إللي تمشي وراه.

"قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ"

فعرض الأب على موسى عليه السلام إنه يزوّجه واحدة من بناته بشرط إنه يشتغل عنده ٨ سنين ، ولو حب يكملهم عشر سنين فدي حاجة ترجعله،

فوافق موسى عليه السلام وتزوج واحدة من بناته مقابل إنه يشتغل عنده عشر سنين، يعني مهر البنت إن موسى يشتغل السنين دي عند أبوها👌


☆طيب هو إيه علاقة إنه يشتغل عنده بمهر بنته🤨

ماهو الشيخ الصالح ده مالوش غير البنتين دول🤷‍♂️

فبيضطروا يخرجوا بداله لكسب المعاش ورعاية الأغنام،

فمهر البنت هيكون إن زوجها هو إللي يشتغل بدالهم في الحاجت دي،

لإنها كده كده ده من مسؤوليتهم همّ مفيش غيرهم، فالمسؤولية والمشقة هنا انتقلت منهم لموسى عليه السلام بالاتفاق ده، 

طبعا ده بجانب إنفاقه الطبيعي عليها كزوج💁‍♂️

"قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ "


☆ملحوظة:

مفيش أي دليل من القرآن والسنة على إن الشيخ الكبير أبو البنتين هو شعيب عليه السلام،

والعلماء يقولوا إن لو الشيخ الكبير ده هو شعيب مكنش القرآن أهمل ذِكره، كان على الأقل شعيب عليه السلام هيقول لموسى إنه النبي شعيب،

وكمان لو تفتكروا في قصة شعيب عليه السلام، كان قال لقومه :

"وما قومُ لوط منكم ببعيد"

والفرق في الزمن بين قوم لوط وبين موسى عليه السلام بعيد جدا، ده من أيام إبراهيم عليه السلام،

ولو تفتكروا برده لما قوم شعيب قالوا له:

 "ولولا رهطك لرجمناك" 

عشان عشيرة شعيب عليه السلام قوية فهم مش هيقدروا يؤذوه،

فعشيرة في القوة مستحيل تسيب البنات هي إللي تخرج تسقي الغنم، 

وحتى المؤمنين إللي معاه مش هيسبوا بنات نبيهم يخرجوا يسقوا الأغنام وهما قاعدين.

فالشيخ الكبير ده، هو رجل صالح من أهل مدين ، قد يكون اسمه على اسم النبي شعيب عادي، زي ما احنا بنسمي اسم محمد على اسم رسول الله ﷺ 💁‍♂️

مفيش أخبار عن الأحداث إللي حصلت لموسى عليه خلال العشر سنين دي، ولو كان في حاجة مهمة وفيها فايدة كان ربنا هيوضحها لنا👌

المهم،

موسى عليه السلام من إحسانه أتم العشر سنين، وبعد ما خلّصهم قرر إنه يرجع مصر، وطبعا ده كان قرار غريب🤨 لإنه لسه مطلوب بسبب قتله للمصري،

فممكن يكون إنه كان عايز يشوف أمه وأهله، أو ممكن إنه كان عايز يشوف حل للظلم الواقع على بني إسرائيل، والله أعلم😅

لما خرج من مدين مع أهله ويُقال إن كان عنده ولدين، ويقال إنه خرج هو وزوجته بس، الموضوع مش هيفيدنا كتير،

وهم ماشيين كان الليل جه وموسى عليه السلام كان تايه ومش عارف الطريق ومكنش في نجوم في السماء في الليلة دي،

"فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا "

فشاف نار من بعيد🔥ومعنى النار في الصحراء يبقى دول مجموعة من الناس البدو قاعدين ومستقرين في المكان شوية، فقال لأهله استنوني هنا هروح أسأل على الطريق وأجيب شعلة من النار🔥

"قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ "

فراح موسى عليه السلام ناحية النار وملقاش حد!!

وفجأة سمع صوت ليس كمثله شيء ...!!

"فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"

لا يستطيع أي بشر مهما كان إنه يتخيل الصوت ده،

لقى الصوت بينادي عليه وبيكلمه ويقول له:

يا موسى...إنني أنا الله...مفيش إله غيري في الكون...فاعبدني.. وأقم الصلاة لذِكري.. 

"إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي"


☆هو ربنا بيتكلم 😲

أيوة طبعا بيتكلم ودي عقيدة أهل السنة والجماعة ..لكن كلامه مش زي كلام البشر ..ولا صوته زي صوت البشر...ليس كمثله شيء سبحانه👌


موسى عليه السلام مذهول😳 

هو عارف إن فيه ((الله عز وجل)) لكن لم يتصور أبدا إنه ممكن يكلمه في يوم من الأيام🙊

فطبعا ربنا عالم بقلب موسى عليه السلام عامل إزاي في اللحظة دي فأراد إنه يُؤنسه، فسأله عن إللي في إيده وهو يعلم سبحانه إيه اللي في إيده، 

فقال موسى عليه السلام دي عصايتي بسند عليها وأهش بيها على الشجرة عشان الغنم بتاعي ياكلوا من الورق المتساقط، وبستخدمها استخدامات تانية كتير وأغراض مختلفة،

يعني هي حتة مني ماقدرش استغنى عنها، فربنا سبحان الله قال له: ارميها يا موسى.


☆ثواني بقى... 

تخيلوا الموقف ده، إنت معاك موبايل وأنا بسألك عنه قعدت توصفهولي، ماركته وشكله والذاكرة والكاميرا والميجابيكسل وما أعرفش إيه، 

وكان جايلك هدية من حد بتحبه مثلا وبقاله معاك كذا سنة إيدك ورجلك تقريبا في كل حاجة، وعزيز عليك وعلى طول معاك مش بتسيبيه إطلاقا،

وانا جيت قلتلك إدهولي ...هتدهولي😬

طبعا لأ😅 

أهه بالضبط ده الموقف إللي حاصل مع موسى عليه السلام، ربنا بيقول لموسى إرمي العصاية بتاعتك إللي معاك على طول وإللي تُعتبر جزء من حياتك وماتقدرش تستغنى هنا دي.

كان إيه رد فعل موسى عليه السلام؟

هل قال لأ؟

طب اشترط وقال طيب يارب أنا هرميها بس تعوضني بواحدة غيرها، أو تعوضني بحاجة أحسن منها؟

مجرد ما ربنا قاله ارميها ...رماها على طول👌

فلما رماها اتحولت لثعبان بيتحرك😳

موسى عليه السلام متكلمش😶

هو اترعب وطلع يجري 😅

"وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ"

فربنا عز وجل ناداه وطمّنه: يا موسى تعالى متخفش، خدها من الأرض تاني، هرجعهالك عصاية زي ما كانت 

"يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ"

وفعلا موسى عليه السلام أخدها ورجعت عصا زي ما كانت😮

 "قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ "

شوفوا إزاي موسى عليه السلام رمى إللي بيحبه استجابة لأوامر الله ...ومسك إللي بيكرهه استجابة لأوامر الله👌

أخبارنا احنا إيه بقى ...هل بنسيب الحاجة إللي بنحبها عشان نرضي ربنا ؟

وهل بنعمل الحاجة إللي بنكرهها عشان نرضي ربنا؟

ولا بنتردد ونقدم رِجل ونأخر رِجل ونقعد نتشرّط على ربنا ونسوّف في البذل لله؟

 

☆ طيب ممكن حد يسأل سؤال:

هو ليه ربنا عز وجل فاجأ موسى بموضوع العصا؟

يعني ما كان ينبهه قبلها ويحكيله مثلا: 

يا موسى أنا هاخد العصاية متخافش هي هتتحول لثعبان و..وإلخ ليه معملش كده عز وجل🤔

عشان ربنا بيربي موسى عليه بشكل عملي على الموقف إللي هيكون فيه بعدين ومعاه العصا دي وباقي الآيات، يعني من باب تعويده على استقبال عنصر المفاجأة بهدوء واتزان نفسي،

يعني هنا هو جري، طيب لو الموضوع اتكرر بعدين أكيد مش هيطلع يجري مرة تانية وهيبقى ثابت في مكانه👌


المهم،

بعد العصا، ربنا أمر موسى عليه السلام إنه يَدخّل إيده في جيبه ويطلعها ...فطلعها لقاها بيضاء، 

وهو أصلا بشرته كان سمراء، فلقاها بيضاء وبتطلع نور كده لما يخرجها زي البرق، 

يعني مش بيضا بسبب برص أو مرض أو سوء لأ، دي معجزة ، ولما يرجعها جيبه تاني ويخرجها تاني ترجع زي الأول من غير البياض المُعجِز ده، 

"اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ"


فربنا قال له خذ المعجزتين دول وروح لفرعون الطاغية وادعوه لعبادتي وإنه يرسل معاك بني إسرائيل ويُطلق سراحهم من العبودية ويبطل يعذبهم،

فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ"

فرعون😱

طيب موسى عليه السلام كان ممكن يزور أمه وأهله في الخفاء من غير ما حد يعرف، لكن كده يبقى هيروح للخطر برجليه مباشرة😳

ياترى هيكون رد فعل موسى عليه السلام إيه؟

وهل فعلا هيروح لفرعون زي ما ربنا أمره؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص الأنبياء

قصص الأنبياء

دراسات إجتماعية الصف الرابع الإبتدائي